عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

لتعْليمٍ [1], أو هدَى إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ:

على أنّني [2] راضٍ بأنْ أحْمِلَ الهَوى

 

وأخْـلُـصَ مـنْـهُ لا عـلـيّ ولا لِـيـا

وباللّهِ أعْتَضِدُ فيما أعْتَمِدُ [3], وأعْتَصِمُ مِمّا يَصِمُ, وأسْتَرْشِدُ إلى ما يُرْشِدُ, فما المَفْزَعُ إلاّ إليْهِ, ولا الاستِعانَةُ إلاّ بهِ, ولا التَّوفِيقُ إلاّ مِنْهُ, ولا الموْئِلُ إلاّ هُو, عَلَيْهِ تَوكّلتُ وإليْهِ أُنِيبُ, وبهِ نَستَعِينُ, وهُو نِعْمَ المُعينُ.


 



[1] قوله: [بمنزِلَةِ مَنِ انتَدَبَ لتعْليمٍ...إلخ] ويروى: ½ندب¼ و½انتدب¼ فـ½ندب¼ دعا, و½انتدب¼ أجاب, يقال: ½ندبه لأمر فانتدب له¼ أي: دعاه له فأجاب, وأراد به انتصب للتعليم وهو افتعل من الندب وهو الحثّ على الشيء, فالمنتدب يحثّ نفسه على فعل ما ندب إليه. و½هدى¼ أرشد, و½صراط مستقيم¼ طريق معتدل, يعني الدين الواضح المستقيم. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [على أنّني...إلخ] أي: مع أنني, قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ[الرعد:٦], أي: مع ظلمهم, و½لا عليّ ولا ليا¼ أي: لا يكون ضرراً عليَّ, ولا يكون نفعاً لي, فكلمة ½على¼ للضرر, و½اللام¼ للنفع, يقول: نيّتي صالحةٌ, وثواب الأعمال يبتني على النِّـيّات, فإنّي رتّبتُ هذه المقامات للتهذيب والإصلاح, فأنا بمنزلة هادٍ إلى الصراط المستقيم, ومَن فعل ما ذُكِر مأجور غير آثم, فأنا مأجور إن شاء الله, لكنّني مع هذا راض بأن أحمِل ممَن يتكلّم في كتابي بتعييب, وأن أخرج مِن هذا الكتاب كفافاً لا أجر لي ولا وِزر عليّ, ونحن نرجو له الأجرَ على نيّة الإفادة والتعليم, إن شاء الله تعالى. (الشريشي, المصباحي)

[3] قوله: [وباللّهِ أعْتَضِدُ فيما أعْتَمِدُ...إلخ] ½أعتضد¼ أي: أستعين وأتقوّى به, و½أعتمد¼ أقتصد, و½أعتصم بالله¼ أي: أمتنع بلطفه من المعصية, و½يصم¼ يعيب, و½أسترشد¼ أستهدي, و½يرشد¼ يهدي ويدلّ على الخير, و½المفزع¼ الملجأ, وتقول: ½فَزِعتُ إلى فلانٍ¼ إذا لجأتَ إليه واستعنتَ به ليَحمِيَك ويمنعَك, و½فَزِعتُ منه¼ خفتُه, وكذلك ½الموئل¼, وأصلُه ½مفعل¼ من ½وأل إلى كذا¼ إذا لجأ, ومَن فسّره بالمرجع جعله مِن ½آل إليه¼ أي: رجَع, وتقول: ½وَألتُ مِن ذلك¼ إذا نجَوتَ منه, و½أنتَ مَوئِلي منه¼ أي: الذي تُنجِّيني منه, وقال الله تعالى: ﴿لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗا[الكهف:٥٨], أي: ملجأ, و½أناب إلى الله تعالى¼ أي: تاب عن معصيته وأقبل على طاعته, قال الله تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ[الزمر:٥٤] أي: ارجعوا إليه بالطاعة. (مغاني, الشريشي, الرازي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132