عنوان الكتاب: الأمير الصامت

وأيضًا لا تَتَخَلَّفُ النِّسَاءُ عن الرِّجَال في هذا الباب، وكَذا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ حولَ شِدَّةِ الْحَرِّ والْبَرْدِ وخِفَّتِهما في أَيَّامِ الصَّيْفِ والشِّتَاء دون حاجَةٍ كما يقولُ البعضُ: يا لِشِدَّةِ الْحَرِّ فِي هذه الأَيَّامِ وفَوْقَ هذَا تَنْقَطِعُ الْكَهْربَاءُ مِرَارًا!

وكَذَلك يَقُوْلُ الناسُ في الشِّتَاء حين تَصْطَلُّ أَسْنَانُهم بالْبَرْدِ: البَرْدٌ قارِسٌ اليوم وإذا كانَ الْجَوُّ ماطِرًا يقولونَ: الأَمْطَارُ لا تتوقَّفُ، وبِرَكُ الماء في كُلِّ مَكَانٍ، والْبَلَدِيَّةُ لا تَهْتَمُّ بتَنْظِيْفِ الأَوْحَالِ مِن الطُّرُقَاتِ.

وكذلك يُحَاوِرُون حولَ الأَوْضاعِ السِّيَاسِيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ، ويَنْتَقِدُون الأَحْزَابَ السِّيَاسِيَّةَ الْمُتَنَوِّعَةَ دُوْنَ نيَّةِ الإصلاحِ، وإذا سافَرَ أحَدٌ إلَى مَدِيْنَةٍ أوْ بَلَدٍ يَذْكُرُ جبَالَهَا وأَمَاكِنَهَا الْخَضْرَاءَ وأَوْصَافَ بُيُوْتِهَا وشَوَارِعِهَا بدُوْنِ حاجَةٍ إلى ذِكْرِهَا.

فلَيْسَ هذَا كُلُّهُ إلاّ فضُوْلَ الكلامِ غَيْرَ أنّه لا بُدَّ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّنا إذا وَجَدْنَا شَخْصًا يَتَكَلَّمُ ما ذُكِرَ أَعْلاَهُ وَجَبَ عَلَيْنَا أن نُحْسِنَ الظَّنَّ به، لأَنّ الكلامَ الْمُبَاحَ قد يَصِيْرُ خَيْرًا بنيَّةٍ صالِحَةٍ، أو على الأقَلِّ لا يَنْدَرِجُ تحتَ فضُوْل الكلامِ.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51