عنوان الكتاب: الأمير الصامت

في مِنْطَقَتِي لِحَلِّ الْخِلافِ بَيْني وبَيْنَ بَعْضِ الإخْوَةِ، وَالْعَجَبُ أَنّ الخِلافَ قد انْحَسَمَ بسُكُوْتِي بيُسْرٍ، فقَال لي مَسْؤُولُ الْمِنْطَقَةِ فرِحًا ببَسَاطَةٍ: لقَدْ خِفْتُ أنْ تُنَاقِشَ وتُطَوِّلَ الكلامَ، ولكنَّكَ أَرَحْتَنَا بلزومكَ الصَّمْتَ، وقَبْلَ ذلك كان يتَغَيَّرُ جَوُّ لِقَاء الدُّعَاةِ بسَبَب هرائي مِرَارًا.

السلاح المفيد لعمل الدعوة

أيها الإخوة! قد عَلِمْتُمْ أنّ لُزومَ الصَّمْتِ عن الفضُوْل مفيدٌ جدًّا لِعَمَلِ الدعوةِ ولِهذا فلْيَكُنِ الدّاعِي قليلَ الكلامِ وجَادًّا ويَلْحَقُ عَمَلَ الدّعوةِ ضَرَرٌ شديدٌ بالْمِكْثارِ والْمُثَرْثِرِ وقَاطِعِ الكلامِ والْمُجَادِل ومُطَوِّلِ الكلامِ دُوْنَ حاجَةٍ لأَنّهم يحرمون مِن الصَّمْتِ الّذِي هُوَ السّلاحُ المفيدُ لإبْعَادِ الشّيطانِ وقد أوْصَى النَّبيُّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم سَيِّدَنا أَبا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ فقالَ: «عَلَيْكَ بطُوْل الصَّمْتِ فإنّه مَطْرَدَةٌ لِلشّيطانِ وعَوْنٌ لَكَ على أَمْرِ دِيْنكَ»[1].


 



[1] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، ٤/٢٤٢-٢٤٣، (٤٩٤٢).

 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51