عنوان الكتاب: الأمير الصامت

وضع الحصاة في الفم

أيها الإخوة الكرام! اللِّسَانُ نعْمَةُ الله تعالى وسَيُسْأَلُ عنه يومَ القيامةِ ولِذَا لا يُسْتَخْدَم في الْعَبَثِ وقد كانَ سيِّدُنَا أبو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه شديدَ الْحَذَرِ من آفاتِ اللِّسانِ حَيْثُ ذَكَرَ الإمَامُ الْغَزَالِيُّ رحمه الله تعالى في "إحياء عُلُوْمِ الدِّيْن": كان سَيِّدُنَا أمِيْرُ الْمُؤْمِنينَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه يَضَعُ حَصَاةً في فِيْه يَمْنَعُ بهَا نَفْسَه عن الكلاَمِ[1].

تعلم الصمت أربعين سنةً

أيها الإخوة في الإسلام! إن أَرْدَتُمْ التَّعَوُّدَ على الصَّمْتِ حَتْمًا ففَكِّرُوْا فِيْه جيِّدًا ودَرِّبُوْا أَنْفُسَكم علَيْهِ، فإنَّ لزوم الصَّمْتِ يَصْعُبُ بمُحَاوَلَةٍ عابِرَةٍ، وحاوِلُوْا التَّعَوُّدَ على الصَّمْتِ مُحَاوَلَةً كامِلَةً احْتِرَازًا من سُوْءِ اسْتِخْدَامِ اللِّسَانِ، وستَنْجَحُوْنَ بإذْنِ اللهِ تعالى، ولكن يَنْبَغِي أن تَكُوْنَ الْمُحَاوَلَةُ باسْتِقَامَةٍ، فتَعَالَوْا نَسْتَمِع إلى حِكايَةِ مَن يُحَاوِلُ الاسْتِقامَةَ: عَن سيِّدِنَا أَرْطَاةِ بْنِ الْمُنْذِرِ رضي الله تعالى عنه قال:


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب آفات اللسان، ٣/١٣٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51