عنوان الكتاب: الأمير الصامت

وبهذا سَيَلْزَمُ  الصَّمْتَ بإذْنِ الله تعالى، وهُنَاكَ سؤالٌ في "جَوَائِزِ الْمَدِيْنَةِ" بفضل الله تعالى، وها هو:

هل خاطَبْتَ النَّاسَ بالإشَارَةِ بَدَلاً من الكلامِ وقُمْتَ بالتعبيرِ عَمَّا تُرِيْدُ بالْكِتَابةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ على الأَقَلِّ لِلابْتِعَادِ عن فضُوْل الْكَلاَمِ؟

ومِن الْمُمْكِن أن تَنْجَحُوْا في الاحترازِ عن فضُوْل الكلامِ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ خِلاَلَ مُحَاوَلَتِكم التَّعَوُّدَ على الصَّمْتِ، ورُبَّما تَرْجِعُون إلى كثرةِ الكلامِ، فإنْ حَدَثَ ذلكَ فلاَ تَسْتَسْلِمُوْا، بل حاوِلُوْا الصَّمْتَ مِرَارًا، وإن كان عَزْمُكم صادِقًا ستَنْجَحُوْنَ بإذْنِ الله تعالى.

والأفضلُ أن يكونَ وَجْهُكُم مُبْتَسمًا أثناء التَّمَرُّن والتَّعَوُّدِ على الصَّمْتِ حتَّى لا يَشْعُرَ الناسُ بأَنّكُمْ مُخَاصِمُوهم أو غاضبون منهم، وفي البدايةِ إذا لَمْ يَفْهَم أَحَدٌ إشَارَتَكم فلا تَغْضَبُوا عَلَيْه، حتَّى لا تَرْتَكِبُوْا ذَنْبَ إيْذَاءِ الْمُسْلِمِ وإنَّمَا يَتَلاَئَمُ الكلامُ بالإشَارَةِ مَعَ مَنْ يكونُ معَهُ انْسجَامٌ فِكْرِيٌّ لأنّه يُمْكِنُ أَنْ يحزن أو يغضب مِنْكُمْ مَنْ ليس لَهُ انْسجَامٌ فِكْرِيٌّ مَعَكُمْ مِن أَجْل الكلامِ بالإشَارَةِ فلذَا كَلِّمُوْهُ حَسَبَ الحاجَةِ دُوْنَ الإشَارَةِ والكِتَابَةِ.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51