عنوان الكتاب: فائدة الفقر

الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «يا عائشةُ أَحِبّي الْمَساكِينَ وقَرِّبِيهِمْ؛ فإنّ الله يُقَرِّبُكِ يومَ القِيامةِ»[1]

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد

من المفلس الحقيقي؟

إخوتي الأحباء! الفَقْرُ الدُّنيوِيُّ سبَبٌ لنَيْلِ النِّعَمِ الأُخرَوِيَّةِ، هذا إذا صَبَرَ الْمَرءُ على فَقْرِه، فلا يَغْتَمَّ ولا يَقْلَقْ، لأنّ فَقْرَ الآخِرةِ مُقْلِقٌ، وهذا الفَقْرُ في الحقيقةِ مُصِيبةٌ، فقَدْ رُوِيَ عن سيِّدِنا أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه: أنّ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم قال: «أتَدْرُونَ ما الْمُفلِسُ؟» قالُوْا: الْمُفلِسُ فينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ, فقال: «إنّ الْمُفلِسَ مِن أُمَّتي يَأتِي يومَ القِيامةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأتِي قَدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِه، وهذا مِن حَسَناتِه، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُه قبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فطُرِحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النّارِ»[2].

إخوتي الأحباء! اقْشَعِرُّوْا وخَوِّفُوْا أَنفُسَكُمْ، فإنّ الْمُفلِسَ


 



[1] "سنن الترمذي", ٤/١٥٧-١٥٨, (٢٣٥٩), ملتقطا.

[2] "صحيح مسلم", صـ١٣٩٤, (٢٥٨١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31