عنوان الكتاب: فائدة الفقر

يَخْفَى؛ إذ يُمكِنُ أنْ يُبتلَى المرءُ بالبَلايا والآفاتِ، ويَكونَ الْجَزَعُ والفَزَعُ ومحاولةُ إزالةِ الفَقْرِ عن طُرُقٍ مُحرَّمةٍ سبباً للهَلاكِ في الآخرةِ، قال الإمامُ ابْنُ الجوزيِّ رحمه الله تعالى: اعلَمْ أنّ الفَقْرَ مرَضٌ، فمَنْ ابتُلِيَ به فصَبَرَ أُثِيبَ على صَبْرِه, ولهذا يَدخُلُ الفُقَراءُ الجنّةَ قبْلَ الأَغنياءِ بخمسِ مئةِ عامٍ، لمكانِ صبرِهمْ على البَلاءِ[1].

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد

هل يفضل الأثرياء على الفقراء عملا؟

عن سيِّدِنا أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه: أنّ فُقراءَ المهاجرِيْن أَتَوْا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم، فقالُوْا: ذهَبَ أهلُ الدُّثوْرِ بالدَّرَجاتِ الْعُلَى والنَّعِيمِ الْمُقِيمِ فقال: «وما ذاك؟» قالوا: يُصَلُّون كما نُصَلِّي، ويَصُوْمون كما نَصُوْمُ، ويَتَصدَّقُون ولا نَتَصدَّقُ، ويُعْتِقُون ولا نُعْتِقُ، فقال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: «أفلا أُعَلِّمُكمْ شَيئًا تُدْرِكُوْن به مَن سبَقَكُمْ وتَسبِقُوْن به مَن بَعْدَكُمْ ولا يَكونُ أحدٌ أَفْضلَ منكم إلاّ مَن صنَعَ مِثْلَ ما صَنَعتُمْ» قالوا: بَلَى، يا رسولَ الله, قال: «تُسَبِّحُوْن، وتُكَبِّرُوْن،


 



[1] "تلبيس إبليس" لابن الجوزي, صـ٢٢٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31