عنوان الكتاب: فائدة الفقر

تَحَمُّلِ الْمَشاقِّ العظيمةِ، وكان لِباسه بسيطاً جِدًّا مثلَ طَعامِه، قيل لعليٍّ رضي الله تعالى عنه: يا أمير المؤمنين! لِمَ تَرْقَعُ قَمِيصَك؟ قال: يَخْشَعُ القَلْبُ، ويَقْتدِي به المؤمنُ[1].

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

إخوتي الأحباء! اعلَمُوْا أنّ الفَقْرَ نعمةٌ مِن نعم الله تعالى ومُحبَّبٌ إلى النبيِّ الكريمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم ومُقَدِّمةٌ للفَضائلِ والْمَنافِعِ الكثيرةِ، فلذلك يُحِبُّه الأَولِياءُ الكِرامُ:

منافع الفقر

قال إبراهيمُ بْنُ بَشّارٍ رحمه الله تعالى: كنتُ مع إبراهيمَ بْنِ أدهَمَ رضي الله تعالى عنه في سفَرٍ وليس معَنا شيءٌ نُفطِرُ عليه ولا بنا حِليةٌ, قال: فرآني الشيخُ إبراهيمُ بْنُ أدهَمَ مُغْتمًّا, فقال لي: يا ابنَ بشّارٍ ماذا أنعَمَ الله على الفُقَراءِ والْمَساكينِ مِن النَّعِيمِ والرّاحةِ في الدُّنيا والآخرةِ! لا يسأَلُهم الله يوم القِيامةِ عن زَكاةٍ ولا عن حَجٍّ ولا عن صدَقةٍ ولا عن صِلَةِ رَحِمٍ ولا عن مُواساةٍ, وإنّما يُسأَلُ ويُحاسَبُ هؤلاء الْمَساكينُ, يعني: الأَغنياءَ, ثم قال: إنّ


 



[1] أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء", ١/١٢٤, (٢٥٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31