عنوان الكتاب: فائدة الفقر

مركزِ "الدَّعوةِ الإسلامِيّةِ" نتيجةً للدَّعوةِ الفَردِيّةِ، فمُجالَسةُ عُشّاقِ الرَّسولِ جَعَلَتْني أُطَبِّقُ السنَّةَ وأَتَعَلَّمُ كيفَ أَعِيشُ هذه الحَياةَ، وبعْدَ نِهايةِ الدَّوْرةِ بيومَيْن أوْ ثَلاثةٍ قال لي بَعْضُ أَصدِقائي: إنّ شَرِكةَ الكَهْرَباءِ تَطْلُبُ المُوَظَّفِيْنَ لِلعَمَلِ مَعَها، وقَدَّمْنا طَلَباتِنا، فقَدِّمْ طلَبَك أيضًا، فقُلْتُ: إنّ الطَّلَباتِ لا تُقْبَلُ دون تَوْصِيةٍ ورِشوَةٍ وليس لدَيَّ شَيْءٌ مِنها، فألَحُّوْا عليَّ حتى قَدَّمْتُ الطَّلَبَ إلى الشَّرِكةِ، فقَدَّمْتُ الاخْتِبارَ الكِتابِيَّ أوَّلاً ثم الاخْتِبارَ الطِّبِيَّ بعْدَ الْمُقابَلةِ الرَّسمِيّةِ, فاجْتَزْتُ وَحدِيْ جميعَ الاختِباراتِ رَغْمَ الطَّلَباتِ الكثيرةِ ذاتِ التَّوصِياتِ، وعندَما ذهَبْتُ للمُقابَلةِ النِّهائيّةِ أَلَحَّ أَهْلِي عليّ بلُبْسِ القَمِيصِ والبَنْطلونِ، لكنّي كنتُ قَدْ ترَكْتُ الْمَلابِسَ الإنجليزِيّةَ بمُجالَسةِ عُشّاقِ الرّسولِ فارْتَدَيْتُ اللِّباسَ الإسلامِيَّ, وحَضَرْتُ لامتِحانِ الْمُقابَلةِ حسَبَ مَوعِدٍ، عندَما رآني الضّابِطُ مُلتزِماً بالزِّيِّ الإسلامِيِّ سَأَلَني حولَ بعضِ أُموْرِ الدِّينِ فأَجَبْتُ إجابةً صحيحةً بكُلِّ هُدوْءٍ وطُمَأنِينةٍ؛ لأني كنتُ تَعَلَّمتُها في الدَّوْرةِ التَّدْرِيبيَّةِ، وتَوَظَّفْتُ في شَرِكةِ الكَهْرَباءِ دونَ تَوصيةٍ ودَفْعِ رِشْوةٍ بحمدِ الله تعالى, واسْتَغْرَبَ جَمِيعُ أَهْلِي مِن رُؤيَةِ هذه النَّفَحاتِ لبِيئةِ المدينةِ لمركزِ "الدّعوةِ الإسلاميّةِ" والدَّورةِ التّدرِيبيَّةِ،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31