عنوان الكتاب: فائدة الفقر

فلا يُسْألون عن العِباداتِ الماليّةِ مِن زَكاةٍ وصدَقةٍ وحجٍّ؛ لأنّ هذه الأحكامَ تتَعلَّقُ بالأَغنياءِ والأَثرِياءِ, وحين يُحاسَبُ الأَثرِياءُ يومَ القِيامةِ عن أَموالِهم يَدْخُلُ الفُقَراءُ الجنّةَ بفضْلِ الله ومَشِيْئَتِه، فالفُقَراءُ يَسْبِقون الأَغنياءَ إلى الجنّةِ، فقَدْ رُوِيَ عن سيِّدِنا أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: «يَدْخُلُ فُقَراءُ الْمُسلِمين الجنّةَ قبْلَ أَغنيائهم بنِصْفِ يومٍ, وهو خمْسُ مئةِ عامٍ»[1].

يَقُوْلُ سَماحةُ الشّيخِ الْمُفتي أحمد يار خان النّعيميُّ رحمه الله تعالى في شَرْحِ هذا الحديثِ: ألا إنّ تأخيرَ الأَغنياءِ ليس للحِسابِ؛ فإنّ الله تعالى يُحاسِبُ جميعَ عِبادِه حِساباً سَرِيعاً، أمّا حَبْسُ الأَغنياءِ للحِسابِ فلإظهارِ عَظَمَةِ الفُقَراءِ, وقال أيضاً: الْمُرادُ بخمْسِ مئةِ عامٍ: أنّ يومَ القِيامةِ يُعادِلُ ألفَ سَنةٍ، حيث قال اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوۡمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلۡفِ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ ٤٧ [الحج: ٢٢/٤٧], ويظنُّ البعضُ يومَ القِيامةِ خمسين ألفَ سنةٍ، حيث قال الله تعالى: ﴿ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ ٤﴾ [المعارج:


 



[1] أخرجه الترمذي في "سننه", كتاب الزهد, ٤/١٥٨, (٢٣٦١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31