عنوان الكتاب: نداء النهر

ربِّي؟ بمَ أُرضِي رَبِّي؟ بمَ أُرضِي رَبِّي؟ فكُتِبَ صِدِّيقاً٠[1]٠.

قال الحبيبُ المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «النَّدَمُ توبَةٌ»٠[2]٠.

أحياناً يَفعَلُ النَّدَمُ ما لا تَستَطِيعُ أعظَمُ عِبادةٍ فِعلَه، ولكن هذا لا يَعني تَرك العِبادةِ؛ فإنَّ هذا يَتوَقَّفُ على مَشِيئَةِ الله تعالى، فأحياناً يَنفَعُ النَّدَمُ وأحياناً تَنفَعُ العِبادَةُ.

اللصّ الصائم

قال سيِّدُنا أبو بكرٍ الشِّبلِيُّ رحمه الله تعالى: كُنتُ في قافِلةٍ بالشَّامِ، فخرجَ الأعرابُ فأخَذُوها، وجَعَلُوا يَعرِضُونَها على أميرِهم، فخرَجَ جِرابٌ فيه سُكَّرٌ ولَوزٌ، فأكَلُوا منه، ولم يَأكُل الأمِيرُ.

فقُلتُ له: لِمَ لا تَأكُلُ؟

فقال: أنا صائِمٌ.

فقُلتُ: تَقطَعُ الطَّرِيقَ، وتَأخُذُ الأموالَ، وتَقتُلُ النَّفسَ وأنتَ صائِمٌ؟

فقال: يا شَيخُ اُترُكْ لِلصُّلحِ مَوضِعاً.


 

 



[1] "كتاب التوابين"، صـ٨٣، و"روض الرياحين"، صـ٢٩٣.

[2] أخرجه ابن ماجه في "سننه"، (٤٢٥٢)، ٤/٤٩٢،

والحاكم في "المستدرك"، (٧٦٨٧)، ٥/٣٤٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29