عنوان الكتاب: مهالك المعاصي وعواقب الذنوب

مُنكر ونكير فوجدناه في قراءة القرآن، وطلبنا عبور الصراط فوجدناه في الصوم والصدَقَة، وطلبنا ظلَّ العرش فوجدناه في الخلوة[1].

أيها الأحبّة! الحياء صفة حميدة تنمع المرء من الذنوب والمعاصي، كما قال بعض السَّلَف رحمه الله تعالى لابْنه: إذا دَعَتْك نفسُك إلى كبيرةٍ فارْمِ ببصرك إلى السَّماء واسْتَحِ ممّن فيها[2]، فإنْ لم تَفعَلْ فارْمِ ببصرك إلى الأرض واسْتَحِ ممّن فيها، فإنْ كنتَ لا ممّن في السماء تخافُ ولا ممّن في الأرض تَستَحِي فاعدُدْ نفسَك في عدد البهائم[3].

وعلى المسلم أنْ يداوم على قراءة الفضائل الواردة في القرآن والسنّة في ترك الذنوب والمعاصي ومهلكاتها وعقوباتها الأخرويّة، لعلّ ذلك يكون رادعًا له وزاجرًا عن المعاصي، وأيضًا من خلال النّظر إلى المعاناة والآلام المختلفة الدنيويّة يجب أنْ يعتبر نفسه في محلّه قائلًا: بأنّ في حال ارتكابي كذا وكذا من المعاصي ولا قدر الله تعالى إذا تعرّضتُ للمعاناة والمصائب في هذا العالم كالحرق في النّار، ولدغات الأفاعي السامّة ونحوها مع أنّها أخفّ بكثير من وجع وألم العذاب


 

 



[1] "شرح الصدور"، فصل فيه فوائد، ص ۱۴۶.

[2] أي: من العذاب والانتقام الذي قد يأتيك من جهتها، لا أنّ الله تعالى في السماء بذاته كما يقول المشبّهة والجهويّة.

[3] "تنبيه الغافلين"، باب الحياء، ص ۲۵۹.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30