عنوان الكتاب: مهالك المعاصي وعواقب الذنوب

قال: بلى، ولكنّك كنتَ إذا خلوتَ بالمعاصي لم تراقب اللهَ تعالى[1].

من أضرار الربا وعقوباته

قال سيدنا الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: وقع لي نظير ذلك، وذلك أنّي كنتُ وأنا صغير أتعاهد قبر والدي رحمه الله تعالى للقراءة عليه، فخرجتُ يومًا بعد صلاة الصبح بغلسٍ في رمضان، بل أظنّه أنّ ذلك كان في العشر الأخير بل في ليلة القدر، فلمّا جلستُ على قبره وقرأتُ شيئًا من القرآن ولم يكن بالمقبرة أحدٌ غيري، فإذا أنا أسمع التأوّه العظيم والأنين الفظيع بآه آه آه، وهكذا بصوتٍ أزعجني من قبرٍ مبني بالنّورة والجصّ له بياض عظيم، فقطعتُ القراءةَ واستمعتُ فسمعتُ صوتَ ذلك العذاب من داخله، وذلك الرجل الْمُعذَّب يتأوّه تأوهًا عظيمًا بحيث يقلق سماعه القلب ويفزعه، فاستمعتُ إليه زمنًا فلمّا وقع الإسفار خفي حسّه عنّي، فمرّ بي إنسانٌ فقلتُ: قبر من هذا؟

قال: هذا قبر فلانٍ، لرجلٍ أدركتُه وأنا صغير، وكان على غايةٍ من ملازمة المسجد والصلوات في أوقاتها والصمت عن الكلام، وهذا كلّه شاهدتُه وعرفتُه منه، فكبر عليّ الأمرُ جدًّا لِمَا أعلمه مِن أحوال الخير الّتي كان ذلك الرجل متلبسًا بها في الظاهر، فسألتُ واستقصيتُ الّذين


 

 



[1] "الزواجر عن ارتكاب الكبائر"، مقدمة في تعريف الكبيرة، ۱/۳۱.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30