عنوان الكتاب: مهالك المعاصي وعواقب الذنوب

المطيعين!؟ وكيف أهان العاصين!؟ فبينما هم يمشون إذ مرّ أحدٌ بمكانٍ فَخَرَّ مغشيًا عليه، فجلس أصحابه حوله يبكون في يوم شديد البرد وجبينُه يرشح عرقًا، فجاؤوا بماءٍ فمسحوا وجهه فأفاق، وسألوه عن أمره فقال: إنّي ذكرتُ أنّي كنتُ عصيتُ الله في ذلك المكان[1].

سبب هلاك الأمم السابقة

أحبّتي! كان أحد أهمّ أسباب عذاب الأمم السّابقة هو أنّهم اعتادوا ترك ما أُمروا به، وواظبوا على ما نهوا عنه، ورُوي عن سيدنا حذيفة رضي الله عنه أنّه قيل له: هل تركتْ بنو إسرائيل دِينَهم أي: حتّى عُذِّبوا بأنواع العذاب الأليم كمسخهم قردة وخنازير وأمرهم بقتل أنفسهم؟

قال: لا، ولكنّهم كانوا إذا أُمِروا بشيءٍ تركوه، وإذا نهوا عن شيءٍ ركبوه، حتّى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه[2].

اليوم! إذا تأمّلنا وتفكّرنا في محاسبة أنفسنا على أعمالِنا: فإن وضعنا يكون أسوأ من الأمم السابقة، ألَا ترون أنّنا نخالف أوامر الله تعالى ورسوله ؟ ألَا ترون أنّ الكثيرين يتركون الصّلاة والصيام بلا عذر ولا مرض؟ ألَا يوجد مِنّا مَن يُهمل دفع الزكاة رغم وجود الشروط كلّها؟ ألَا يوجد مَن يضطهد الوالدين ويقع في العقوق؟ ألَا يوجد انتهاك


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب الخوف والرجاء، بيان أحوال الأنبياء...إلخ، ۴/۲۲۹.

[2] "الزواجر في ارتكاب الكبائر"، مقدمة في تعريف الكبيرة، ۱/۲۶.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30