$header_html


عنوان الكتاب: أهميّة إصلاح القلب

الأمل الطويل يمكن أنْ يكون عائقًا أمام فعل الحسنات، فهو جذر كلّ شر ومرض عضال يُسبّب العديد من الأمراض الروحيّة والمعنويّة الأخرى، فالأمل الطويل يؤدّي إلى التسويف والتكاسل في فعل الخيرات والأعمال الحسنة، ويحجب القلب عن الله بسبب الغفلة، ويزداد حبّ الدنيا والحرص على المال والمتاع الزائل.

هذا الانشغال الدائم بالدنيا وتأجيل الأعمال الصالحة يجعل قلب الإنسان قاسيًا ويلوّث نفسه بالذنوب، لذا فإنّ الذي يرغب في إصلاح قلبه وتحسين حالته الروحيّة فليُقصر آماله الدنيويّة، وليجعل الموت أمامه دائمًا حتّى يذكِّره بالآخرة ويحثّه على فعل الخيرات والأعمال الصالحة في كلّ الأوقات.

فعن سيدنا أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أنّه قال: اشْتَرَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه وَلِيدَةً بِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى شَهْرٍ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ يقول: «أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ أُسَامَةَ الْمُشْتَرِي إِلَى شَهْرٍ،؟ إِنَّ أُسَامَةَ لَطَوِيلُ الأَمَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَايَ فَظَنَنْتُ أَنَّ شَفِيرَيَّ يَلْتَقِيَانِ حَتَّى أُقْبَضَ، وَلَا رَفَعْتُ طَرْفِي وَظَنَنْتُ أَنِّي أُوضِعَهُ حَتَّى أُقْبَضَ، وَلَا لَقَمْتُ لُقْمَةً فَظَنَنْتُ أَنِّي أُسِيغُهَا حَتَّى أَغَصَّ بِالْمَوْتِ، يَا بَنِي آدَمَ! إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْمَوْتَى، إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَآتٍ»[1].


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في الزهد وقصر الأمل، 7/355، (10564)، بتصرفٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25



$footer_html