السبب الثاني لقسوة القلب
السبب الثاني لقسوة القلب هو: الحسد: وهو إرادة زوال نعم الله تعالى عن أخيك المسلم ممّا له فيه صلاح[1].
والحسد صفة ذميمة، ولخطورته أمرنا الله تعالى بالاستعاذة منه، فقال تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥﴾ [الفلق: ٥].
يقول الإمام الغزالي رحمه الله في ذمّ الحسد: حسبك أنّ الله تعالى أمرنا بالاستعاذة مِن شرّ الحاسد، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥﴾ [الفلق: ٥]، كما أمر بالاستعاذة من شرِّ الشيطان والساحر[2].
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: اعلم أنّ الحسدَ يهيج خمسة أشياء:
أحدها: إفساد الطاعات، روي عن سيدنا أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، أنّ رسول الله ﷺ قال: «الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»[3].
والثاني: فعل المعاصي والشرور.
والثالث: التعب والهمّ من غير فائدةٍ، بل مع ذلك وزر ومعصية.
والرابع: عمى القلب حتّى لا يكاد يفهم حكمًا مِن أحكام الله سبحانه وتعالى.