$header_html


عنوان الكتاب: أهميّة إصلاح القلب

قال الصبيّ: يا عمّ! ألم أقل لك إنّك بعيد الذهن، وأيّ سواد أشدّ مِن سواد الذنوب على القلوب!؟

فصاح الرجل صيحةً وخَرّ مغشيًّا على وجهه ثمّ أخذ في البكاء.

فقال له الصبيّ: أمّا الآن فقد وجدتَّ الدواءَ لذنوبك ومحوها مِن كتابك وقلبك.

فقال الرجل: يا بُنيّ! وما الدواء؟

فقال له: البكاء.

فقال: يا بُنيّ! والبكاء يمحو الذنوبَ مِن الكتاب والقلب؟

قال له: نعم[1]، والدليل على ذلك قول النبي : «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ، مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ»[2].

صلاح الجسد بصلاح القلب

أيُّها الإخوة الأكارم! إنّ القلبَ هو كنزٌ ثمينٌ في أجسادنا، وتطهيره من الذنوب والمعاصي أمر ضروري ومطلوب في الدِّين، وهو السرّ الحقيقي للإصلاح، وبه ينجح الإنسانُ في الدنيا والآخرة، فعن سيدنا النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أنّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ يقول: «أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ


 

 



[1] "بستان الواعظين ورياض السامعين"، حكاية عن التوبة، ص 179.

[2] "سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد، باب الحزن والبكاء، 4/467، (4197).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25



$footer_html