يقول الإمام الخازن رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: يعني: أمَا حان ﴿لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ﴾ أي: ترق وتلين وتخضع قلوبهم لذكر الله ﴿لِذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ أي: لمواعظ الله وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴿وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ﴾ يعني: القرآن، ﴿وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ﴾ يعني: اليهود والنصارى، ﴿فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ﴾ أي: الزمان الذي بينهم وبين أنبيائهم ﴿فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ﴾، والمعنى: أنّ الله نهى المؤمنين أنْ يكونوا في صحبة القرآن كاليهود والنصارى الذين قست قلوبهم لما طال عليهم الدهر[1].
قسوة القلب أعظم عقوبة
عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله ﷺ: «لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ القَلْبُ القَاسِي»[2].
ويقول الإمام مالك بن دينار رحمه الله: مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بِعُقُوبَةٍ أَعْظَمَ مِنْ قَسْوَةِ القَلْبِ[3].