$header_html


عنوان الكتاب: أهميّة إصلاح القلب

ويقول سيّد الطائفة الجنيد البغدادي رحمه الله: أَنَّهُ مَرَّ بي يومًا الحَارِثُ المحاسبي رحمه الله فرأيتُ فِيهِ أثر الجوع فَقُلتُ: يا عم! تدخل الدار وتتناول شَيئًا؟

فقال: نعم.

فدخلتُ الدار وطلبتُ شَيْئًا أقدِّمه إِلَيْهِ، فكان فِي البَيتِ شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ حُمِلَ إِلَيَّ مِنْ عُرس قومٍ فقدّمتُه إِلَيْهِ.

فأخذ لقمةً وأدارها فِي فمِه مرّاتٍ، ثُمَّ إنّه قام وألقاها فِي الدهليز (المدخل بين الباب والدار)، ومَرَّ.

فلَمَّا رأيتُه بَعْد ذَلِكَ بأيّامٍ، قُلتُ لَهُ فِي ذلك.

فقال: إنّي كنتُ جائعًا، وأردتُّ أَنْ أسرَّكُ بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بيني وبين الله سبحانه علامةٌ أَنْ لا يسوغني طعامًا فِيهِ شبهة، فلم يُمكّنّي ابتلاعه[1]، هكذا كثيرٌ مِن أولياء الله تعالى كانوا يحفظون من الطعام الحرام والمشبوه.

لا تكونوا كالذين ماتت قلوبهم

يقول ربّنا سبحانه وتعالى في القرآن المجيد: ﴿أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ١٦﴾ [الحديد: ١٦].


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، ص 33، ملتقطًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25



$footer_html