عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وُضِعَت الجَنَازَةُ، فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أعنَاقِهمْ، فَإنْ كَانَتْ صَالِحَةً، قالتْ: قَدِّمُونِي، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ لأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإنسَانُ لَصَعِقَ.[1] رواه البخاري.

باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت والمبادرة إِلَى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حَتَّى يُتَيَقَّنَ مَوْتُه

 عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ[2] حَتَّى يُقْضى عَنْهُ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

وعن حُصَيْنِ بن وَحْوَحٍ رضي الله عنه: أنَّ طَلْحَةَ بْنَ البَرَاءِ بن عَازِبٍ رضي الله عنهما مَرِضَ فَأتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَالَ: إنِّي لاَ أرى طَلْحَةَ إِلاَّ قَدْ حَدَثَ فِيهِ المَوْتُ، فآذِنُوني بِهِ وَعَجِّلُوا بِهِ، فَإنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لجِيفَةِ مُسْلِمٍ أنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْ أهْلِهِ.[3] رواه أَبُو داود.

باب الموعظة عند القبر

عن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ في بَقيعِ الغَرْقَدِ، فَأتَانَا رسولُ الله صلى الله عليه


 



[1]      قال بن بزيزة: هو مختص بالميت الذي هو غير صالح وأما الصالح فمن شأنه اللطف والرفق في كلامه فلا يناسب الصعق من سماع كلامه. انتهى ويحتمل أن يحصل الصعق من سماع كلام الصالح لكونه غير مألوف. (فتح الباري)

[2]      أي محبوسة بسببه حتى يقضى عنه، بالبناء للمجهول والمعنى أنه لا يظفر بمقصوده من دخول الجنة أو من المرتبة العالية أو في زمرة عباد الله الصالحين. قيل الدائن الذي يحبس عن الجنة حتى يقع القصاص هو الذي صرف ما استدانه في سفه أو سرف وأما من استدانه في حق واجب كفاقة ولم يترك وفاء، فإنّ الله تعالى لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله تعالى. (مرقاة المفاتيح)

[3]     إفادات: فيه استحباب المبادرة إلى دفن الميت لكن بعد أن يتحقق أنه مات أما مثل المطعون والمفلوج والمسبوت فينبغي أن لا يسرع بدفنهم حتى يمضي يوم وليلة ليتحقق موتهم، نبه على ذلك بن بزيزة، ويؤخذ من الحديث ترك صحبة أهل البطالة وغير الصالحين. (فتح الباري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122