عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وفي رواية: لما رمَى الجَمْرَةَ، وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ، نَاوَلَ الحَلاَّقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ، رضي الله عنه، فَأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأَيْسَرَ، فَقَالَ: احْلِقْ، فَحَلَقَهُ فَأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ.[1]

كتاب آداب الطعام

باب التسمية في أوله والحمد في آخره

عن عُمَرَ بنِ أبي سَلمة رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَمِّ اللهَ وَكُلْ بِيَمِينكَ وكُلْ مِمَّا يَليكَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى، فإنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ تَعَالَى في أوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بسم اللهِ أوَّلَهُ وَآخِرَهُ.[2] رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ لأَصْحَابِهِ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ،[3] وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أدْرَكْتُم المَبيتَ وَالعَشَاءَ.[4] رواه مسلم.


 



[1]     إفادات: فيه المواساة بين الأصحاب في العطية والهبة، فيه أن حلق الرأس سنة أو مستحبة اقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام، فيه أنّ الشعر طاهر، فيه التبرك بشعر النبي عليه الصلاة والسلام، فيه جواز اقتناء الشعر. (عمدة القاري)

[2]     إفادات: استحباب الأكل مما يليه لأنّ أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مودة لنفوره لا سيما في الامراق وأشباهها قلت وفيه أن الأكل مما يليه سنة ولو كان وحده. (مرقاة المفاتيح)

[3]   أي لا موضع بيتوتة لكم، والأظهر أنّ المراد لا مقام لكم ولا عَشاء بفتح العين والمد هو الطعام الذي يؤكل في العشية، وهي من صلاة المغرب إلى صلاة العِشاء بكسر العين، ويقال ما بين العشاءين تغليبا، والمعنى لا يتيسر لكم المقام ولا الطعام في هذا المكان. (مرقاة)

[4]     وفى هذا استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122