عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

عن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: آيَةُ[1] المُنَافِقِ[2] ثَلاَثٌ[3]: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

زَادَ في روايةٍ لمسلم: وإنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أنَّهُ مُسْلِمٌ.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاق حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ.[4] متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ[5] أعْطَيْتُكَ هكَذَا وَهَكَذَا وَهكَذَا فَلَمْ يَجِئْ مَالُ الْبَحْرَينِ حَتَّى قُبِضَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم،


 



[1]     أي علامته، وسميت آية القرآن آية؛ لأنها علامة انقطاع كلام عن كلام. (عمدة القاري)

[2]   أصله من يظهر خلاف ما يضمر، ثم غلب على من يظهر الإسلام ويبطن الكفر. (مرقاة المفاتيح)

[3]     فإن قيل: ظاهره الحصر في الثلاث فكيف جاء في الحديث الآخر بلفظ "أربع من كن فيه" الحديث؟ أجاب القرطبي باحتمال أنه عليه الصلاة والسلام استجد له العلم بخصالهم ما لم يكن عنده. وقال الشيخ ابن حجر العسقلاني ليس بين الحديثين تعارض؛ لأنه لا يلزم من عد الخصلة المذمومة الدالة على كمال النفاق كونها علامة على النفاق؛ لاحتمال أن تكون العلامات دالات على أصل النفاق، والخصلة الزائدة إذا أضيفت إلى ذلك كمل بها خلوص النفاق على أنّ في رواية مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ما يدل على إرادة عدم الحصر، فإنّ لفظه: ((من علامة المنافق ثلاث)) فيكون قد أخبر ببعض العلامات في وقت وبعضها في وقت آخر. [فتح الباري] (مرقاة المفاتيح)

[4]     إفادات: الصحيح المختار أن معناه أن هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين فى هذه الخصال ومتخلق باخلاقهم فان النفاق هو اظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود فى صاحب هذه الخصال ويكون نفاقه فى حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق فى الاسلام فيظهره وهو يبطن الكفر. (نووي)

[5]     المراد بالمال مال الجزية، والبحرين على لفظ تثنية البحر موضع بين البصرة وعمان، وكان العامل عليها من جهة النبي العلاء بن الحضرمي. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122