عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

الْخُطْبَةَ.[1] رواه مسلم.[2]

"مَئِنَّةٌ" بميم مفتوحة ثُمَّ همزة مكسورة ثُمَّ نون مشددة، أيْ: عَلاَمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى فِقْهِهِ.

وعن مُعاوِيَة بن الحكم السُّلَمي رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا أنَا أُصَلّي مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي القَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ![3] فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهُ[4]! مَا شَأنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأيديهم عَلَى أفْخَاذِهِمْ! [5] فَلَمَّا رَأيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي[6] لكِنّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَبِأبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيماً مِنْهُ، فَوَاللهِ مَا كَهَرَني، وَلاَ ضَرَبَنِي، وَلاَ


 



[1]     ندباً؛ لأنّ الصلاة أصل مقصود بالذات والخطبة فرع عليها وتوطئة ومقدمة لها ومن القضايا الفقهية إيثار الأصل على الفرع بالزيادة والفضل. (فيض القدير)

[2]     إفادات: استحباب إطالة الصلاة وقصر الخطبة؛ لأنّ خير الكلام ما قل ودلّ. (نزهة المتقين)

[3]     أي أسرعوا في الإلتفات إلي ونفوذ البصر فيّ، استعيرت من رمي السهم. قال الطيبي: والمعنى أشاروا إلي بأعينهم من غير كلام ونظروا إلي نظر زجر كيلا أتكلم في الصلاة. (مرقاة المفاتيح)

[4]     بضم المثلثة وسكون الكاف كما سيأتي وبفتْحِهما وهما لغتان حكاهما الجوهري كالبخل والبخل (أمياه) بكسر الميم، قال القرطبي: أمي مضاف إليه ثكل وكلاهما مندوب، كما قال: واأمير المؤمنيناه، وأصله أمي زيدت عليه الألف لنداء الصوت وأردفت بهاء السكت الثابتة في الوقف المحذوفة في الوصل نقله عنه السيوطي في زهر الربا: أي وافقدها لي فإني هلكت. (دليل الفالحين)

[5]     هذا محمول على أنه كان قبل أن يشرع التسبيح لمن نابه شيء في صلاته. (شرح سنن أبي داود للعيني)

[6]     لا بد من تقدير جواب "لما" ومستدرك "لكن" ليستقيم المعنى، فالتقدير: فلما رأيتهم يصمتونني غضبت وتغيرت ولكن سكت ولم أعمل بمقتضى الغضب، قاله الطيبي. وقيل: المعنى لما عرفت أنهم يأمرونني بالصمت عجبت لجهلي بقبح ما ارتكبت ومبالغتهم في الإنكار عليّ وأردت أن أخاصمهم لكن سكت امتثالاً؛ لأنهم أعلم مني، ولم أعمل بمقتضى غضبي ولم أسأل عن السبب. (مرقاة المفاتيح)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122