عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وفي رواية لَهُ ولمسلم: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بإناءٍ مِنْ ماءٍ، فَأُتِيَ بقَدَحٍ رَحْرَاحٍ[1] فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ماءٍ، فَوَضَعَ أصابعَهُ فِيهِ. قَالَ أنسٌ: فَجَعلْتُ أنْظُرُ إِلَى الماءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْن أصَابِعِهِ، فَحَزَرْتُ مَنْ تَوضَّأ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانينَ.

وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قَالَ: أتَانَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً في تَوْرٍ مِنْ صُفْر فَتَوَضَّأَ. رواه البخاري.

"الصُّفْر": بضم الصاد، ويجوز كسرها، وَهُوَ النُّحاس، و"التَّوْر": كالقدح، وَهُوَ بالتاء المثناة من فوق.

وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ باتَ هذِهِ اللَّيْلَةَ في شَنَّةٍ وَإلاَّ كَرَعْنَا.[2] رواه البخاري.

"الشنّ": القِربة.

وعن حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَن الحَرِير وَالدِّيباجِ[3] والشُّربِ في آنِيَة الذَّهَب والفِضَّةِ، وقال: هي لَهُمْ في الدُّنْيَا، وهِيَ لَكُمْ في الآخِرَةِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الَّذِي يَشْرَبُ في آنِيَةِ الفِضَّةِ، إنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ. متفقٌ عَلَيْهِ.


 



[1]   هو بفتح الراء وإسكان الحاء المهملة ويقال له رحرح بحذف الألف وهو الواسع القصير الجدار. (نووي)

[2]   فيه حذف، تقديره إن كان عندك إناء فاسقنا وإلاّ كرعنا من الكرع وهو تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف. (عمدة القاري)

[3]   هو الثياب المتخذة من الإبريسم وهو فارسي معرب. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122