عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وعن أَبي سعيد عمرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه، قَالَ: كأنّي أنْظُرُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ أرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. رواه مسلم.

وفي روايةٍ لَهُ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كُفِّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثةِ أثْوَاب بيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُفٍ،[1] لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ.[2] متفقٌ عَلَيْهِ.

"السَّحُولِيَّة" بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين: ثيابٌ تُنْسَبُ إِلَى سَحُول: قَرْيَة باليَمنِ وَ"الكُرْسُف": القُطْنُ.

وعنها، قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غَدَاةٍ، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مرَحَّلٌ مِنْ شَعرٍ أسْوَد. رواه مسلم.

"المِرْط" بكسر الميم: وَهُوَ كساءٌ وَ"المُرَحَّلُ" بالحاء المهملة: هُوَ الَّذِي فِيهِ صورةُ رحال الإبل، وهِيَ الأَكْوَارُ.

وعن المغيرة بن شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ في مسير، فَقَالَ لي: أمَعَكَ مَاءٌ؟ قلتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى في سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَأفْرَغْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإدَاوَةِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ


 



[1]   بضم الكاف هو القطن وهو بيان لسحول والمعنى ثلاثة أثواب بيض نقية من قطن. (عمدة القاري)

[2]     إفادات: به احتج أصحابنا في أنّ كفن السنة في حق الرجل ثلاثة أثواب ولكن قولهم في الكتب إزار وقميص ولفافة يمنع الاستدلال به فيكون حجة عليهم في عدم القميص، والشافعي أخذ بظاهره واحتج به على أنّ الميت يكفن في ثلاثة لفائف وبه قال أحمد، ولكن الذي يتم به استدلال أصحابنا فيما ذهبوا إليه بحديث جابر بن سمرة فإنه قال: "كفن رسول الله في ثلاثة أثواب قميص وإزار ولفافة" رواه ابن عدي في الكامل. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122