عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وقال تَعَالَى: ﴿ هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ 24 إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ [الذاريات:٢٤-٢٥].

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنَّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسْلاَمِ خَيْرٌ؟[1] قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.[2] متفقٌ عَلَيْهِ. [3]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ نَفَرٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوس فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ؛ فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيتِكَ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فقالوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ.[4] متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن أَبي عُمَارة البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ


 



[1]   قال العلماء: معناه أي خصاله وأموره وأحواله، قالوا: وإنما وقع اختلاف الجواب في خير المسلمين لاختلاف حال السائل والحاضرين. (نووي)

[2]   أى تسلم على كل من لقيته عرفته أم لم تعرفه ولا تخص به من تعرفه كما يفعله كثيرون من الناس. (نووي)

[3]     إفادات: فيه حث على إطعام الطعام الذي هو أمارة الجود والسخاء ومكارم الأخلاق وفيه نفع للمحتاجين وسد الجوع الذي استعاذ منه النبي وفيه إفشاء السلام الذي يدل على خفض الجناح للمسلمين والتواضع والحث على تألف قلوبهم واجتماع كلمتهم وتواددهم ومحبتهم والإشارة إلى تعميم السلام وهو أن لا يخص به أحدا دون أحد كما يفعله الجبابرة لأنّ المؤمنين كلهم إخوة وهم متساوون في رعاية الأخوة ثم هذا العموم مخصوص بالمسلمين فلا يسلم ابتداء على كافر. (عمدة القاري)

[4]     إفادات: فيه أنّ الوارد على جلوس يسلم عليهم وأنّ الأفضل أن يقول: "السلام عليكم" بالألف واللام ولو قال: "سلام عليكم" كفاه، وأنّ رد السلام يستحب أن يكون زيادة على الابتداء، وأنه يجوز فى الرد أن يقول: "السلام عليكم" ولا يشترط أن يقول: "وعليكم السلام". والله أعلم (نووي) الجمهور على أنّ الجواب بقوله: "وعليكم السلام" أفضل سواء زاد أم لا. (مرقاة) فيه مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء وهو مستحب بالاتفاق. (فتح الباري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122