عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وعن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رسولَ الله! إنّي أُرِيدُ سَفَراً، فَزَوِّدْنِي، فَقَالَ: زَوَّدَكَ الله التَّقْوَى[1] قَالَ: زِدْنِي قَالَ: وَغَفَرَ ذَنْبَكَ قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ.[2] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

باب الاستِخارة والمشاورة

قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ﴾ [آل عمران:١٥٩].

وقال تَعَالَى: ﴿ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ﴾ [الشورى:٣٨] أيْ: يَتَشَاوَرُونَ بَيْنَهُمْ فِيهِ.

عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: إِذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بِالأمْرِ، فَلْيَركعْ ركْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأسْتَقْدِرُكَ[3] بِقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيْمِ، فَإنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أعْلَمُ، وَأنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أمْرِي وَآجِلِهِ، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ. وَإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ،


 



[1]     أي الاستغناء عن المخلوق أو امتثال الأوامر واجتناب النواهي. (مرقاة المفاتيح)

[2]     إفادات: فيه استحباب طلب الدعاء من الرجل الصالح ومن الذي يُريدُ الحج أو العمرة أن يدعو له في الأماكن الشريفة، وأنّ الدعاء له تأثير، (شرح العيني) فيه إظهار الخضوع والمسكنة في مقام العبودية بالتماس الدعاء ممن عرف له الهداية وحث للأمة على الرغبة في دعاء الصالحين وأهل العبادة وتنبيه لهم على أن لا يخصوا أنفسهم بالدعاء ولا يشاركوا فيه أقاربهم وأحباءهم لا سيما في مظان الإجابة. (مرقاة المفاتيح) يندب لكل من ودع مسافراً أن يقوله له، ويحصل أصل السنة بقوله: زودك الله التقوى، والأكمل الإتيان بما ذكر كله. (فيض القدير)

[3]     أي أطلب منك أن تجعل لي قدرة عليه. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122