عنوان الكتاب: دروس البلاغة

الباب الثامن في الإيجاز والإطناب والمساواة

كلّ ما يجول في الصدر من المعاني يمكن أن يعبّر عنه بثلاث طرق:

١ المساواة: وهي تأدية المعنى المراد بعبارة مساوية بأن تكون على الحدّ الذي جرى به عرف أوساط الناس، وهم الذين لَم يرتقوا إلى درجة البلاغة، ولَم ينحطّوا إلى درجة الفهاهة، نحو: ﴿ وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ[الأنعام: ٦٨].

الباب الثامن في الإيجاز والإطناب والمساواة: كلّ ما يجول في الصدر من المعاني يمكن أن يعبّر عنه بثلاث طرق وهي المساواة والإيجاز والإطناب، لكن يفهم من بيانه هذه الطرق ثلاثُ طرق أخرى: وهي الإخلال والتطويل والحشو، فجملة طرق التعبير ستّة إلاّ أن المقبول منها الثلاث الأُول، فمراده بحصر الطرق في الثلاث حصر الطرق المقبولة فيه ثُمّ لمَـّا كان لا بدّ في ضبط كلّ من المساواة والإيجاز والإطناب من ضبط الحدّ الخاصّ الذي يقاس عليه كلّ واحد منها، فيقال ما كان عليه فهو مساواة، وما نقص منه فهو إيجاز، وما زاد عليه فهو إطناب، جعلوا ذلك الحدّ الكلام العرفيّ؛ لأنّه أقرب الأمور إلى الضبط، فإن تفاوت أفراده متقارب ومعرفة مقداره مع ما فيه من الاختلاف الخفيف متيسّر;فلذا بنى المصنّف الكلام عليه، فقال ١ المساواة وهي تأدية المعنى المراد الذي قصد المتكلّم إفادته للمخاطب بعبارة مساوية له بأن تكون تلك العبارة على الحدّ الذي جرى به عرف أوساط الناس أي: تعاملوا به في مجرى عرفهم في تأدية المعنى التي تعرض لهم الحاجة إلى تأديتها في الحوادث اليومية، والمراد بأوساط الناس وهم الذين لَم يرتقوا إلى درجة البلاغة، ولَم ينحطّوا إلى درجة الفهاهة أي: العي والعجز في الكلام نحو: ﴿ وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ ففي هذا الكلام ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239