عنوان الكتاب: دروس البلاغة

الكلام على الإنشاء

الإنشاء إمّا طلبيّ أو غير طلبيّ؛ فالطلبيّ ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، وغير الطلبيّ ما ليس كذلك.

والأوّل يكون بخمسة أشياء: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمنّي، والنداء.

أمّا الأمر فهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء، وله أربع صيغ:

الكلام على الإنشاء: الإنشاء إمّا طلبيّ أو غير طلبيّ؛ فالطلبيّ ما يستدعي مطلوباً؛ إذ الطلب بدون المتعلّق غير متصوّر غيرَ حاصل وقتَ الطلب؛ لأنّ الطلب حقيقةً عبارة عن إرادة تحصيل شيء، أو المحبّة والشهوة لحصوله، وظاهر أنّ الإرادة لا تتعلّق بتحصيل الحاصل من حيث هو حاصل، وكذا الشهوة في حصول المشتهى، لا تبقى بعد حصوله، فلو أوردت صيغة الطلب في الحاصل، لَم تحمل على معناها الحقيقيّ بل على ما يناسب المقام، كطلب دوام الإيمان والتقوى في قوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ ﴾ [النِّسَاءِ: ١٣٦]، وقوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ ﴾ [الأحزاب: ١]، وغير الطلبيّ ما ليس كذلك كأفعال المقاربة، وأفعال المدح والذمّ، وصِيَغ العقود والقسم، ونحو ذلك والأوّل يكون بخمسة أشياء: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمنّي، والنداء وأمّا الثاني فسيجيء من المصنّف أنه ليس من مباحث علم المعاني، ولذا لَم يتعرّضوا به أمّا الأمر فهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء أي: طلباً كائناً على جهة طلب الآمر العلوَّ سواء كان عالياً في نفسه أو لا؛ بأن يكون كلامه على جهة الغلظة والقوّة لا على جهة التواضع والخضوع، كما في الدعاء، ولا على جهة المساواة كما في الالتماس، وله أربع صيغ: المراد بصيغة الأمر هاهنا: ما دلّ على طلب الفعل على وجه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239