عنوان الكتاب: دروس البلاغة

أقسام الإيجاز

الإيجاز: إمّا أن يكون بتضمّن العبارة القصيرة معانِيَ كثيرةً، وهو مركز عناية البلغاء، وبه تتفاوت أقدارهم، ويسمّى ½إيجازَ قصر¼، نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ[البقرة: ١٧٩].

وإمّا أن يكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثرَ مع قرينة

أقسام الإيجاز: الإيجاز: إمّا أن يكون بتضمّن العبارة القصيرة معانِيَ كثيرةً اقتضتها تلك العبارة بدلالة الالتزام أو التضمّن، بلا حذف شيء في نفس تركيبها وهو مركز عناية البلغاء لزيادة اعتنائهم إلى أوماج المعاني الكثيرة بلفظ يسير، ولا يقدر عليه غيرهم من أوساط الناس وبه تتفاوت أقدارهم في البلاغة ويُسمّى هذا الإيجاز إيجاز قصر ; لوجود الاقتصار في العبارة مع كثرة المعاني نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ فإنّ المعنى الذي تفيده الآية كثير مع كون لفظ يسيراً، وذلك ; لأنّه لمَـّا دلّ بالمطابقة على أنّ القصاص فيه الحياة للناس، تأمّل في وجه كونه سبباً لهذه الحياة، فاستفيد من تأمّل معنى القصاص الذي هو قتَل القاتل ظلماً، أنّ ذلك أنّما هو لَمَّا جبلت عليه النفوس من أنّ الإنسان إذا علم أنّه إن قَتَلَ قُتِلَ ارتدع عن ارتكاب ما يتّلف به نفسه، فحينئذ لا يتقدّم على القتل، فيحصل له، وللذي يغرم على قتله حياة ثُمّ هذا المعنى يستوي فيه جميعُ العقلاء، فيعمّ ثبوت الحياة لجميعهم، وهذا المعنى كثير، استفيد من لفظ يسير بلا حذف شيء، يفتقر التركيب إليه في تأدية معناه، وأمّا تقدير متعلق الجارّ والمجرور من فعل أو اسم فاعل، فهو ; لأمر لفظيّ، لا لاحتياج أصل المعنى إليه، وقد أشير في المطوّلات إلى مطالب أخرى، تستفاد من هذا القول، فيزيد بها معناه كثرةً، لا يليق ذكرها في مثل هذا المختصر وإمّا أن يكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثرَ مع قرينة ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239