عنوان الكتاب: دروس البلاغة

الباب الثالث في التقديم والتأخير

من المعلوم أنّه لا يمكن النطق بأجزاء الكلام دفعة واحدة، بل لا بدّ من تقديم بعض الأجزاء، وتأخير البعض، وليس شيء منها في نفسه أولى بالتقدّم من الآخر؛ لاشتراك جميع الألفاظ من حيث هي ألفاظ في درجة الاعتبار، فلا بدّ من تقديم هذا على ذاك من داع يوجبه، فمن الدواعي:

١ التشويق إلى المتأخّر، إذا كان المتقدّم مشعراً بغرابة، نحو:

وَالَّذِي حَارَتِ الْبَرِيَّةُ فِيْهِ
.

 

حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمَادِ
[[

 

الباب الثالث في التقديم والتأخير: من المعلوم أنّه لا يمكن النطق بأجزاء الكلام دفعة واحدة لكونه من الأمور الغير القارّ الذوات التي يستحيل فيها اجتماع بعض الأجزاء مع البعض بل لا بدّ من تقديم بعض الأجزاء، وتأخير البعض، وليس شيء منها في نفسه أولى بالتقدّم من الآخر[1]؛ لاشتراك جميع الألفاظ من حيث هي ألفاظ أي: مع قطع النظر عن عروض معنى يوجب الصدارة في درجة الاعتبار كما قال في الحاشية: ½هذا بعد مراعاة...إلخ¼ فلا بدّ من تقديم هذا على ذاك من داع يوجبه، فمن الدواعي ١ التشويق إلى المتأخّر إذا كان المتقدّم مشعراً بغرابة بحيث يوجب التشوّق إلى المتأخّر، ولذا إذا ذكر تمكّن في ذهن السامع؛ لأنّ الحاصل بعد الشوق أمكن في النفس من المنساق بلا شوق وانتظار نحو: وَالَّذِي حَارَتِ الْبَرِيَّةُ أي: اختلفت فِيْهِ في أنّه يعاد أو لا يعاد حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمَادِ والمراد باستحداث الحيوان من جماد، البعث والمعاد للأجسام الحيوانيّة من القبور؛


 



[1] هذا بعد مراعاة ما تجب له الصدارة كألفاظ الشرط وألفاظ الاستفهام ١٢منه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239