عنوان الكتاب: دروس البلاغة

المجاز المرسل

هو مَجاز علاقته غيرُ المشابَهة:

١ كالسببيّة في قولك: ½عظمت يد فلان¼، أي: نِعمتُه التي سببها اليد.

٢ والمسببيّةِ في قولك: ½أمطرت السماء نَبَاتاً¼، أي: مطراً يتسبّب عنه النبات.

٣ والجزئيّةِ في قولك: ½أرسلت العيون لتطّلع على أحوال العدوّ¼، أي: الجواسيسَ.

المجاز المرسل: هو مجاز علاقة غير المشابهة وهي متعدّدة كالسببيّة في قولك: ½عظُمتْ يد فلان¼، أي: نِعمتُه التي سببها اليد; لأنّ من شأن النعمة أن تصدر عن اليد، ومنها تصل إلى الشخص المقصود بالنعمة، فإطلاق اليد على النعمة فيما ذكر من إطلاق السبب على مسبّبه والمسببيّة في قولك: ½أمطرت السماء نَبَاتاً¼، أي: مطراً يتسبّب عنه النبات فذكر النبات وأريد المطر؛ لأنّ المطر سبب النبات، فهو من إطلاق المسبّب على سببه، وهذا عكس الأوّل والجزئيّة في قولك: ½أرسلت العيون لتطّلع على أحوال العدوّ¼، أي: الجواسيس فقد أطلقت العين التي هي جزء الجاسوس عليه، وهو الشخص الرقيب الذي يطلع على عورات العدوّ، ولكن لا يصلح إطلاق كلّ جزء على الكلّ مجازاً، وإنّما يطلق اسم الجزء الذي له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد من الكلّ كما في هذا المثال; فإنّ الإنسان أنّما يصير جاسوساً وشخصاً رقيباً بالعين، إذ لولاها انتفت عنه الرقيبيّة بخلاف اليد وغيرها من أجزاء الجاسوس سوى العين; فإنّه لا يجوز إطلاقها عليه، وقد مرّ مثل هذا ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239