عنوان الكتاب: دروس البلاغة

الباب السادس في القصر

القصر تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص، وينقسم إلى حقيقيّ وإضافيّ؛ فالحقيقيّ ماكان الاختصاص فيه بحسب الواقع والحقيقة لا بحسب الإضافة إلى شيء آخر، نحو: ½لا كاتب في المدينة إلاَّ عليّ¼ إذا لَم يكن غيره فيها من الكُتّاب، والإضافيّ ماكان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معيّن، نحو: ½ما عليّ إلاّ قائم¼، أي: إنّ له صفةَ القيام لا صفةَ القعود، وليس الغرض نفْي جميع الصفات عنه ما عدا صفة القيام، وكلّ منهما

الباب السادس في القصر: القصر تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص أي: من الطرق الآتية من النفي والاستثناء وغير ذلك، واحترز به من نحو: ½خصّصت زيداً بالعلم¼، و½زيد مقصور على القيام¼؛ فإنّه لا يسمّى ½قصراً اصطلاحاً¼ وينقسم إلى حقيقيّ وإضافيّ؛ فالحقيقيّ ماكان الاختصاص فيه بحسب الواقع والحقيقة بمعنى أنّه لا يتجاوز المخصّص به إلى غيره أصلاً في نفس الأمر وفي الحقيقة لا بحسب الإضافة إلى شيء آخر كما في قسيمه الآتي نحو: ½لا كاتب في المدينة إلاَّ عليّ¼ إذا لَم يكن غيره فيها من الكُتّاب فقد قصرت الكتابة على ½عليّ¼، ونفيتَها عن كلّ ما عداه بحسب الحقيقة لا بحسب الإضافة إلى شيء خاصّ، وإنّما زاد قيد ½في المدينة¼؛ ليتقرّب إلى القبول ولَم يستبعد زيادة الاستبعاد، والإضافيّ ماكان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معيّن؛ بأن لا يتجاوز إلى ذلك الشيء وإن تجاوز إلى غيره من الأشياء، نحو: ½ما عليّ إلاّ قائم¼، أي: إنّ له صفةَ القيام لا صفةَ القعود فالغرض أنّه لا يتجاوز القيام إلى القعود وليس الغرض نفي جميع الصفات عنه ما عدا صفة القيام وإلاّ كان القصر حقيقيًّا لا إضافيًّا وكلّ منهما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239