عنوان الكتاب: دروس البلاغة

مانعة من إرادة المعنى السابق، كالدُرَر المستعمَلة في الكلِمات الفصيحة في قولك: ½فلان يتكلّم بالدرر¼؛ فإنّها مستعملة في غير ما وضعت له؛ إذ قد وضعت في الأصل للآلِي الحقيقيّة، ثُمّ نقلت إلى الكلمات الفصيحة لعلاقة المشابهة بينهما في الحسن، والذي يمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ قرينة ½يتكلّم¼.

وكالأصابع المستعملة في الأنامل في قوله تعالى: ﴿ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم[البقرة: ١٩]، فإنّها مستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة أنّ الأنملة جزء من الأصبع، فاستعمل الكلّ في الجزء، وقرينة ذلك، أنّه لا يمكن جعل الأصابع بتمامها في الآذان.

والمجاز إن كانت علاقته المشابهة بين المعنى المجازيّ والمعنى الحقيقيّ،

إرادة المعنى السابق وهو الموضوع له; لكونه سابقاً في التحقّق، أو; لكونه سابقاً إلى الفهم، فخرج به الكناية؛ لأنّها وإن كانت مستعملة في غير ما وضعت له; لعلاقة، لكنّ مع جواز إرادة ما وضعت له كما يأتي بيان ذلك فيما بعد كالدُرَر المستعمَلة في الكلِمات الفصيحة في قولك: ½فلان يتكلّم بالدرر¼؛ فإنّها مجاز في هذا الاستعمال; لأنّها مستعملة في غير ما وضعت له؛ إذ قد وضعت في الأصل للآلِي الحقيقيّة، ثُمّ نقلت إلى الكلمات الفصيحة; لعلاقة المشابهة بينهما في الحسن، والذي يمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ قرينة ½يتكلّم¼ لأنّه لا يعقل التكلّم باللآلي الحقيقية وكالأصابع المستعملة في الأنامل في قوله تعالى: ﴿ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم ﴾، فإنّها مستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة أنّ الأنملة جزء من الأصبع، فاستعمل الكلّ في الجزء، وقرينة ذلك، أنّه لا يمكن جعل الأصابع بتمامها في الآذان بل رأسها الذي هو الأنملة، فالقرينة هاهنا عقلية، وفي المثال الأوّل لفظية والمجاز إن كانت علاقته المشابهة بين المعنى المجازيّ والمعنى الحقيقيّ، ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239