عنوان الكتاب: دروس البلاغة

ومستوفىً إن كان من نوعَين، نحو:

فَدَارِهِمْ مَا دُمْتَ فِيْ دَارِهِمْ
.

 

وَأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ فِيْ أَرْضِهِمْ
[[

ومتشابه إن كان بين لفظَين أحدهما: مركّب والآخر: مفرد، واتّفقا في الخطّ، نحو:

إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَةٍ
.

 

فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَةٌ
[[

 

فالإنسان الأوّل الذي بمعنى: البشر والإنسان الثاني الذي بمعنى: حدقة العين قد اتفقا في نوع الاسميّة مع كونهما متفقين في جميع الأوجه السابقة فكان الجناس التامّ بينهما متماثلاً ومستوفى إن كان التامّ من الجناس بين لفظين من نوعين أي: من اسم وفعل أو من اسم وحرف أو من فعل وحرف، فالأوّل نحو

فَدَارِهِمْ مَا دُمْتَ فِيْ دَارِهِمْ
.

 

وَأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ فِيْ أَرْضِهِمْ
[[

فإنّ لفظ ½دار¼ في قوله: ½فدارهم¼ فعل أمر من المداراة، وفي قوله: ½في دارهم¼ إسم لمسمّى معروف والثاني: كان يقال: ربّ رجل يشرب ربّ رجل آخر فإنّ ربّ الأوّل حرف وربّ الثاني إسم للعصير المعلوم والثالث: كقولك: علا زيد على جميع أهله أي: ارتفع عليهم فعلا الأوّل: فعل والثاني: حرف ولا عبرة بلام الكلمة في الهيئة بأنّ هيئتها عرضة للتغير؛ إذ هي محل إعراب ووقف فلا يرد أنّ هيئة ½علا¼ الفعل ليست بمتّفقة لهيئة ½على¼ الحرف فليس بينهما جناس تامّ والمستوفى قسم منه وإنّما سمّي هذا القسم مستوفى؛ لاستيفاء كل من اللفظين فيه أوصاف الآخر وإن اختلف في نوع الكلمة ومتشابه إن كان ذلك التامّ من الجناس بين لفظين أحدهما: مركب بأن لا يكون مجموعه كلمة واحدة والآخر: مفرد أي: مجموعه كلمة واحدة واتّفقا في الخط بأن يكون ما يشاهد من هيئة مرسوم المركب هو ما يشاهد من هيئة مرسوم المفرد نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة أي: صاحب هبة وعطاء فدعه أي: أتركه وأبعد عنه فدولته ذاهبة أي: منقطعة غير باقية فقوله: ذا هبة ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239