عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

"الرَّبِيعُ": النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَهُوَ الجَدْوَلُ بفتح الجيمِ كَمَا فَسَّرَهُ في الحديث. وَقَوْلُه: "احْتَفَزْتُ" روِي بالراء وبالزاي، ومعناه بالزاي: تَضَامَمْتُ وتَصَاغَرْتُ حَتَّى أمْكَنَنِي الدُّخُولُ.

وعن ابن شِمَاسَة، قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بنَ العَاصِ رضي الله عنه وَهُوَ في سِيَاقَةِ الْمَوْتِ،[1] فَبَكَى طَوِيلاً، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الجِدَارِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ، يَقُولُ: يَا أبَتَاهُ، أمَا بَشَّرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكَذَا؟ أمَا بَشَّرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟ فَأقْبَلَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إنَّ أفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ الله، وَأنَّ مُحَمَّداً رسول اللهِ، إنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أطْبَاقٍ ثَلاَثٍ: لَقَدْ رَأيْتُنِي وَمَا أحَدٌ أشَدُّ بُغضاً لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلاَ أحَبَّ إليَّ مِنْ أنْ أكُونَ قدِ اسْتَمكنتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُه، فَلَوْ مُتُّ عَلَى تلكَ الحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الإسلامَ في قَلْبِي أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ: ابسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعُك، فَبَسَطَ يَمِينَهُ فَقَبَضْتُ يَدِي، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ قلتُ: أردتُ أنْ أشْتَرِطَ، قَالَ: تَشْتَرِط مَاذا؟ قُلْتُ: أنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أمَا عَلِمْتَ أن الإسلامَ يَهْدِمُ[2] مَا كَانَ


 



[1]     أى حال حضور الموت. (نووي)

[2]     أى يسقطه ويمحو أثره. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122