عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

قَبْلَهُ[1] وَأن الهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبلَهَا، وَأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ[2] وَمَا كَانَ أحدٌ أحَبَّ إليَّ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَلاَ أجَلَّ في عَيني مِنْهُ وَمَا كُنْتُ أُطيقُ أن أملأ عَيني مِنْهُ إجلالاً لَهُ، وَلَو سُئِلتُ أنْ أصِفَه مَا أطَقتُ، لأنّي لَمْ أكُن أملأ عيني مِنْهُ، ولو مُتُّ عَلَى تِلْكَ الحالِ لَرجَوْتُ أن أكُونَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ[3]، ثُمَّ وَلِينَا أشْيَاءَ مَا أدْرِي مَا حَالِي فِيهَا،[4] فَإذَا أنَا مُتُّ فَلاَ تَصحَبَنِّي نَائِحَةٌ وَلاَ نَارٌ[5]، فَإذا دَفَنْتُمُونِي، فَشُنُّوا عَليَّ التُّرابَ شَنّاً، ثُمَّ أقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزورٌ، وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا، حَتَّى أَسْتَأنِسَ بِكُمْ، وَأنْظُرَ مَا أُرَاجعُ بِهِ رسُلَ رَبّي.[6] رواه مسلم.


 



[1]     من سائر الذنوب التي أعظمها الكفر، قال تعالى: ﴿ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ ﴾. (دليل الفالحين)

[2]     هذا محمول عند المحققين على صغائر الذنوب المتعلقة بحق اللّه تعالى، أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة، والتبعات لا تكفر إلا برضى أهلها أو بفضل اللّه تعالى فيها، ولهذه الجمل المبشرات بهدم كل من الأعمال الثلاث لما قبله من الذنوب أورده المصنف شاهداً لشطر الترجمة. (دليل الفالحين)

[3]     فيه أنّ العارف وإن عمل الصالحات ما عمل لا تفارقه خشيته لمولاه، قال تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ [المؤمنون:٦٠]؛ وذلك لأنه لم يركن إلى هذه الأعمال الصالحة ويقطع بكونه من أهل الجنة لكونها من أعماله، بل اعتمد على قلبه وأقبل بشراشره ولبه على مولاه راجياً أن ينظمه في سلك من والاه (دليل الفالحين)

[4]     وهذا منه مزيد تواضع لمولاه وإلاّ فهو من علماء الصحابة، والصحابة كلهم عدول (دليل الفالحين)

[5]   وقد كره العلماء ذلك فأما النياحة فحرام وأما اتباع الميت بالنار فمكروه للحديث، ثم قيل: سبب الكراهة كونه من شعار الجاهلية. (نووي)

[6]     إفادات: وفيه استحباب تنبيه المحتضر على إحسان ظنه بالله سبحانه وتعالى وذكر آيات الرجاء وأحاديث العفو عنده وتبشيره بما أعده الله تعالى للمسلمين وذكر حسن أعماله عنده ليحسن ظنه بالله تعالى ويموت عليه وهذا الأدب مستحب بالاتفاق، استحباب صب التراب فى القبر وأنه لا يقعد على القبر، اثبات فتنة القبر وسؤال الملكين وهو مذهب أهل الحق واستحباب المكث عند القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذكر لما ذكر وأنّ الميت يسمع حينئذ من حول القبر. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122