عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وفي رواية لَهُ: المُسْبِلُ إزَارَهُ.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الإسْبَالُ في الإزار وَالقَمِيصِ وَالعِمَامةِ، مَنْ جَرَّ شَيْئاً خُيَلاءَ لَمْ ينْظُرِ الله إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.[1] رواه أَبُو داود والنسائي بإسناد صحيح.

وعن أَبي جُرَيٍّ جابر بن سُلَيْم رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيهِ،[2] لا يَقُولُ شَيْئاً إِلاَّ صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قالوا: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رسول الله مرّتين قَالَ: لاَ تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلامُ، عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ المَوْتَى،[3] قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ قَالَ: قُلْتُ: أنْتَ رسول اللهِ؟ قَالَ: أنَا رسول الله الَّذِي إِذَا أصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَه عَنْكَ، وَإِذَا أصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ[4] فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ[5] أَوْ فَلاَةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ، فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ. قَالَ: لاَ تَسُبَّنَّ أحَداً قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرّاً وَلاَ عَبْداً وَلاَ بَعِيراً وَلاَ شَاةً، ولاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً،[6] وأَنْ تُكَلِّمَ أخَاكَ وَأنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، إنَّ ذَلِكَ مِنَ المَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإنْ أبَيْتَ فَإلَى الكَعْبَينِ، وَإيَّاكَ وَإسْبَالَ الإزَار فَإنَّهَا مِنَ المخِيلَةِ. وَإنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ


 



[1]   نفي نظر الله تعالى هنا كناية عن نفي الرحمة فعبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر؛ لأنّ من نظر إلى متواضع رحمه ومن نظر إلى متكبر متجبر مقته فالنظر إليه في تلك الحالة اقتضى الرحمة أو المقت. (عمدة القاري)

[2]   أي يرجعون عن رأيه ويعملون بما يأمرهم به ويجتنبون عما ينهاهم عنه. (مرقاة المفاتيح)

[3]   فإنّ ذلك إخبار عن الواقع لا عن المشروع أي أنّ الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذا اللفظ. (فيض القدير)

[4]   أي سنة قحط لا تنبت الأرض شيئا. (مرقاة المفاتيح)

[5]   أي فلاة خالية من الماء والشجر فهي المفازة المهلكة. (مرقاة المفاتيح)

[6]   أي من الأعمال الصالحة أو من أفعال الخير والبر والصلة ولو كان قليلا أو صغيرا. (مرقاة المفاتيح)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122