عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

المَخِيلَةَ، وَإن امْرُؤٌ شَتَمَكَ وعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلاَ تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ،[1] فَإنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ. رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: بينما رَجُلٌ يُصَلِّي مسبلٌ إزَارَهُ، قَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ فَتَوَضَّأ فَذَهَبَ فَتَوَضّأَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَتَوَضّأ[2] فَقَالَ لَهُ رجُلٌ: يَا رسولَ اللهِ، مَا لَكَ أمَرْتَهُ أنْ يَتَوَضّأَ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ؟ قَالَ: إنّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إزَارَهُ، وَإنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ صَلاَةَ رَجُلٍ مُسْبلٍ.[3] رواه أَبُو داود بإسناد صحيح عَلَى شرط مسلم.

وعن قيس بن بشر التَّغْلِبيِّ، قَالَ: أخْبَرَني أَبي وكان جَلِيساً لأَبِي الدرداء قَالَ: كَانَ بِدمَشْق رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال لَهُ سهل بن الْحَنْظَلِيَّةِ، وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّداً قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ، إنَّمَا هُوَ صَلاَةٌ، فإذا فَرَغَ فَإنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَتَكْبيرٌ[4] حَتَّى يَأتي أهْلَهُ، فَمَرَّ بنا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبي الدَّرداء، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدرداءِ: كَلِمَةً[5] تَنْفَعُنَا[6] وَلاَ تَضُرُّكَ.[7] قَالَ: بَعَثَ


 



[1]   أي فضلا عما لا تعلم فيه. (مرقاة المفاتيح)

[2]   أقول: لعل السر في أمره بالتوضئ وهو طاهر أن يتفكر الرجل في سبب ذلك الأمر، فيقف على ما ارتكبه من الشنعاء وأنّ الله تعالى ببركة أمر رسوله عليه الصلاة والسلام بطهارة الظاهر يطهر باطنه من التكبر والخيلاء؛ لأنّ طهارة الظاهر مؤثرة في طهارة الباطن. (شرح الطيبي، ٢/٣١٩)

[3]   أي لا يثيب رجلا على صلاة أرخى فيها إزاره اختيالا وعجبا وإن كانت صحيحة. (التيسير)

[4]   يحتمل أنّ المراد الكناية عن كونه في غير الصلاة ملازم ذكر اللّه تعالى بأيّ نوع منه لا بخصوص هذين، وهذا أقرب. (دليل الفالحين)

[5]   بالنصب بفعل محذوف، أي قل لنا كلمة أو تكلم كلمة، فهي مفعول به أو مفعول مطلق. (دليل الفالحين)

[6]   أي بثوابها إذا عملنا بها. (دليل الفالحين)

[7]   أي لا يعود عليك من الإتيان بها ضرر. (دليل الفالحين)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122