عنوان الكتاب: هداية الحكمة

لا تتجزأ ولا تقبل الانقسام، وهذا مذهب عبد الكريم الشهرستاني[1] صاحب كتاب "الملل والنحل".

الثالث: أن جميع الأجزاء الممكنة في الجسم غير متناهية موجودة فيه بالفعل، وعلى هذا يكون كل جسم مشتملا على أجزاء لا تتناهى بالفعل، وهذا مذهب النظام من المعتزلة وبعض الأقدمين من اليونانيين.

الرابع: أن جميع الأجزاء الممكنة في الجسم غير متناهية موجودة فيه بالقوة، فالجسم متصل بالفعل ليس فيه جزء، ومفصل كما هو عند الحسّ، لكنه قابل للقسمة إلى النصف ونصف النصف ونصف نصف النصف مثلا، وهكذا إلى غير النهاية، فلا تنتهي قسمته إلى حدّ لا يمكن بعده، وهذا مذهب الحكماء المشائين والإشراقيين والمحققين من المتكلمين وهو الحق. (الهدية السعيدية)

وههنا المذهب الخامس أيضا: وهو أن جميع الأجسام مركبة من الجواهر المفردة وهي قابلة للانقسام متناهية واتصالها الحقيقي محال والحسي ظاهر. وهذا مذهب الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن.

وهذا القول مذكور في فتاواه، أنقل خلاصة كلامِه: ½وههنا مسلكنا مختلف عن الفريقين (أي: المتكلمين والحكماء)، وهو: أنّ الجزء الذي لا يتجزّأ ليس بباطل عندنا


 



[1] قوله: [الشهرستاني] هو محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني أبو الفتح المتكلم الأشعري, ولد في شهرستان سنة ٤٦٩ﻫ وتوفي سنة ٥٤٨. له من المصنفات: ½الإرشاد إلى الأشعري¼, ½تاريخ الحكماء¼, ½تفسير سورة يوسف¼, ½تلخيص الأقسام لمذاهب الأنام في الكلام¼ وغير ذلك. (حاشية شرح المقاصد)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

118