عنوان الكتاب: هداية الحكمة

بعض الأجسام ببعض الأحياز[1] دون البعض ليس لأمر خارج[2] ولا للهيولی[3]، فحينئذٍ إمّا أن يکون للجسميّة العامّة[4] أو لصورة أخری، لا سبيل إلی الأوّل وإلّا لَاشترکت الأجسام کلّها في ذلك، فتعيّن الثاني[5]، وهو المطلوب.

هداية[6]: واعلم[7] أن الهيولی ليست علة للصورة؛ لأنها لا تکون موجودة بالفعل


 



[1] قوله: [ببعض الأحياز] أي: باقتضائه السكون في المكان عند حصوله فيه، والحركة إليه عند خروجه عنه دون البعض بل بسائر آثاره ليس لأمر خارج عن الجسم بالضرورة ولا للهيولی. (الميبذي)

[2] قوله: [ليس لأمر خارج...إلخ] قد ادعوا فيه البداهة, والتنبيه عليه أن الماء مثلا إذا سخن بالنار مثلا ثم ترك يعود بالطبع إلى البرودة عند ارتفاع القواسر وهو المعنى بالصورة النوعية. (عبيد الله)

[3] قوله: [ولا للهيولى] قال الميبذي: لأنها قابلة فلا تكون فاعلة...آه, وتفصيل ذلك أن الهيولى مستعدة للآثار الجسمية كلّها فلا تكون علة لها؛ لأنّ الاستعداد يستلزم الفقدانَ, والفاعليّةَ الوجدانَ وبينهما تنافٍ, وهذا معنى قولهم: ½الفاعل لا يكون قابلا¼. ثم قال: وأيضا هيولى العناصر مشتركة فيها بدليل انقلاب بعضها إلى بعض فلا تكون مبدء الآثار الموجودة مختلفة. (عبيد الله)

[4] قوله: [للجسميّة العامّة] أي: الصورة الجسمية المتشابهة في جميع الأجسام. (الميبذي)

[5] قوله: [فتعين الثاني] هذا ممنوع؛ فإنّ ما سبق بعد تسليمه إنما يدلّ علی أن كل واحد من الهيولی والصورة الجسمية بانفرادها ليست مبدأ لتلك الآثار لكنه يجوز أن تكون الآثار مستندة إلی مجموع الهيولى والصورة. (عين القضاة)

[6] قوله: [هداية] من عادة المصنِّف في هذا الكتاب إذا أراد إزالة اشتباه أن يعبّر عن تلك الإزالة بالهداية؛ إذ الاشتباه ضلالة والإزالة هداية. فيرتفع بها الاشتباه في كيفية التلازم المذكور للهيولی والصورة. (الميبذي بزيادة)

[7] قوله: [اعلم] لما كان بين الهيولی والصورة تلازم كما علم من البراهين السابقة وكان ذلك غير متحقق إلا بإيقاع العلة الموجبة ارتباطا افتقاريا بينهما، فارتقت الاحتمالات ههنا بحسب العلة الموجبة إلی أقسام ثلاثة: الأول أن تكون الهيولی علة موجبة للصورة. والثاني أن تكون الصورة علة موجبة للهيولی. والثالث أن تكونا معلولي علة ثالثة منفصلة عنهما ولكن لما كان القسمان الأولان يقضيان المحال أبطلهما المصنف أولا وعين القسم الثالث آخرا. (عين القضاة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

118