عنوان الكتاب: هداية الحكمة

قبل وجود الصورة[1] لِمَا مرّ، والعلة الفاعليّة للشيء[2] يجب أن تکون موجودة[3] قبله، والصورة[4] أيضاً ليست علةً[5] للهيولی؛ لأنّ الصورة[6] إنما يجب وجودها مع الشکل[7] أو بالشکل، والشکل لا يوجد قبل الهيولی، فلو کانت الصورة علة لوجود الهيولی لکانت.


 



[1] قوله: [قبل وجود الصورة] لا قبليّة زمانيّة. (صدرا)

[2] قوله: [والعلة الفاعلية للشيء] أي: لوجود الشيء فلا يرد النقض بلوازم الماهية المعلولة لها في حالتي الوجود والعدم لأنها مقتضية لنفسها لا لوجودها. (عين القضاة)

[3] قوله: [موجودة] أي: في نفسه فإن الشيء ما لم يكن موجوداً في نفسه لم يوجد وهذه المقدمة بديهية عند الحكماء والمتكلمين في إيجاد غيره أما في إيجاد نفسه فالمتكلمون ذهبوا إلی أن التقدم بالوجود غير واجب ولذا أثبتوا للواجب وجوداً زائداً علی ماهيته وأنها من حيث هي علة له. (عين القضاة)

[4] قوله: [والصورة] اعلم أن كلام القوم مضطرب في تحرير هذه الدعوى فبعضهم لم يقيّد الصورة والعلة بشيء ومنه المصنف لكن دليله يفيد أن الصورة المتشخصة ليست علة للهيولی كما يعلم مما سينقله الشارح من المحقّق الطوسي وبعضهم قال أن الصورة المتشخصة ليست علة مستقلة ولا علة فاعلية لها، وبعضهم قال الصورة المطلقة ليست علة لها بلا قيد في العلة وبعضهم قال الصورة المطلقة ليست علة مستقلة ولا علة فاعلية لها. (عين القضاة)

[5] قوله: [ليست علة] سواء كانت علة مطلقة أو آلة أو واسطة، والعلة المطلقة هي العلة الفاعلية المستقلة بالتأثير التي لا تحتاج في التأثير إلی شيء آخر من الآلات، والآلة ما به يؤثر الفاعل في منفعله القريب، والواسطة هي معلول بالقياس إلی أحد طرفيه أحدهما معلول مطلق والآخر علة بعيدة والواسطة معلول قريب لأحدهما وعلة قريبة للآخر. (صدرا)

[6] قوله: [لأن الصورة]  ملخص الدليل: أن الصورة لو كانت علة للهيولی لتقدّمت علی الشكل والتالي باطل، فالمقدم مثله. أما الملازمة فلأن الهيولی متقدّمة علی الشكل أو معه والمتقدم علی المتقدم علی الشيء أو المتقدم علی ما مع الشيء متقدم عليه، وأما بطلان التالي وهو تقدم الصورة علی الشكل فلتقدم الشكل علی الصورة أو معيتهما فيه أن كون الصورة مع الشكل بحسب الزمان لا ينافي كونها متقدمة عليه بالذات. ( عين القضاة)

[7] قوله: [مع الشّكل] ذلك؛ لأن التشكل والتناهي من توابع الهيولی، والجسمية ليست علة لهما فهما غير متأخرين عن الجسمية، وما لا يكون متأخراً عن الشيء فهو إما معه أو متقدم عليه، فالتناهي والتشكل إما مع الجسمية أو متقدمان عليها. (عين القضاة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

118