عنوان الكتاب: دروس البلاغة

نحو: ½إن شفاك الله اليوم تذهب معي غداً¼.

وعكسه، أي: وضع المضارع موضع الماضي لغرض، كاستحضار الصورة الغريبة في الخيال، كقوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا[فاطر: ٩]، أي: فأثارت، وإفادةِ الاستمرار في الأوقات الماضية، نحو ﴿ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ﴾ [الحجرات: ٧]، أي: لو استمرّ على إطاعتكم.

ما يدلّ على حصول متمنّاه ووقوعه، حصل له من السرور ما لم يحصل إذا عبّر بما يدلّ على حصوله في الاستقبال نحو: ½إن شفاك الله اليوم تذهب معي غداً¼ فالتعبير بالماضي هاهنا، وإن كان الأصل في كلمة ½إن¼ و½إذا¼ أن يكون كلّ من الشرط والجزاء، جملة استقباليّة في اللفظ للتفاؤل من المخاطب، ودخول السرور عليه بحصول الشفاء وعكسه، أي: وضع المضارع موضع الماضي لغرض، كاستحضار الصورة الغريبة في الخيال يعني إذا أريد حكاية صورة ماضية يهتم باستحضارها لغرابة، عبّر عنها بصيغة المضارع الدالّ على الحاضر الذي من شأنه أن يشاهد فكأنّه يستحضر بلفظ المضارع تلك الصورة; ليشاهدها السامعون كقوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فالتعبير بالمضارع، أي: ½فتثير¼ موضع الماضي أي: فأثارت إنّما هو لاستحضاره الصورة البديعة الغريبة الدالّة على قدرته تعالى الباهرة القاهرة وإفادة الاستمرار للفعل استمراراً تجدّدياً  في الأوقات الماضية، نحو: ﴿ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ أي في كثيرين من الوقائع ﴿لَعَنِتُّمۡ أي: لوقعتم في جهد وبلاء، فالأصل في كلمة ½لو¼ دخولها على الماضي لكن عدل هاهنا إلى المضارع لقصد إفادة الاستمرار أي: لو استمّر صلّى الله تعالى عليه وسلّم على إطاعتكم وموافقتكم في كل ما تستصوبونه بحسب رأيكم فيما ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239