عنوان الكتاب: دروس البلاغة

أََلاَ أَيُّهَا اللَيْلُ الطَوِيْلُ ألاََ انْجَلِيْ
.

 

بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
[[

٤ والإرشادِ، نحو: ﴿ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ﴾ [البقرة: ٢٨٢].

٥ والتهديدِ، نحو: ﴿ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ﴾ [فصلت: ٤٠].

٦ والتعجيزِ، نحو:

يَالَبَكْرُ أَنْشِرُوْا ِلىْ كُلَيْباً
.

 

يَالَبَكْرُ أَيْنَ أَيْنَ الْفِرَارُ
[[

 

أََلاَ أَيُّهَا اللَيْلُ الطَوِيْلُ ألاََ انْجَلِيْ
.

 

بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
[[

فليس المراد طلب الانجلاء من الليل؛ لأنّه لا يقدر على ذلك، بل تمنّي الانجلاء فقط. وقوله: ½وما الإصباح منك بأمثل¼، أي: أفضل، كلام تقديريّ؛ فكأنّه يقول هذا الليل لا طماعية في زواله وانكشافه، وعلى تقدير الانكشاف فالإصباح لا يكون أفضل منه عندي؛ لأنّي أقاسي همومي نهاراً كما أقاسيها ليلاً ٤ والإرشاد وجعله بعضهم قسماً من الندب، وفرّق بعضهم بينه وبين الندب؛ بأنّ الندب لمصلحة الآخرة، والإرشاد لمصلحة الدنيا نحو: ﴿إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ؛ فإنّ الله تعالى أرشد في هذه الآية العبادَ عند الْمُدايَنة بكتابة الدَين ٥ والتهديد أي: والتخويف بمصاحبة وعيد مبيّن أو مُجمَل نحو: ﴿ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ أي: فسترون جزائه أمامكم، فهو يتضمّن وعيداً مجملاً، والتهديد مع الوعيد المبيّن كأن يقول السيّد لعبده: ½دم على عصيانك فالعصا أمامك¼ ٦ والتعجيز وهذا في مقام إظهار عجز من يدّعي أنّ في وسعه طاقته أن يفعل الأمر الفلانيّ نحو:

يَالَبَكْرُ أَنْشِرُوْا ِلىْ كُلَيْباً
.

 

يَالَبَكْرُ أَيْنَ أَيْنَ الْفِرَارُ
[[


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239