عنوان الكتاب: ٢٥ حكاية عن أهل القبور

أَبِي جَزِعتُ جَزَعًا شَدِيدًا فكنتُ آتِيْ قبرَه كُلَّ يَومٍ ثُمّ إنِّي قَصَّرْتُ عن ذلك فرَأَيتُه في النَّومِ، فقال: يا بُنَيَّ ما أَبْطَأَ بكَ عنِّي؟ قلتُ: وإنَّك لتَعلَمُ بمَجِيْئِي؟ قال: ما جِئْتَ مرَّةً إلاّ عَلِمتُها وقد كنتَ تَأتِيْني فأُسَرُّ بك ويُسَرُّ مَن حَوْلِي بدُعَائِك قال فكنتُ آتِيه بعدُ كثِيرًا[1].

مثل الميت في قبره كمثل الغريق

إخوتي الأحباء! قد عَلِمْنا أنَّ أهْلَ القُبُورِ يستَبْشِرُوْن ويَفرَحُوْن بزِيارَةِ أقَاربِهم وأصْدِقائِهم وبدُعائِهم وبإهْدائِهم الأَجْرَ والثَّوَابَ، ويَنْتَظِرُوْن مَن لم يَزُرْهم مِن أَقاربِهم، قال النَّبيّ الكريمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «ما الْمَيّتُ في القَبْرِ إلاّ كالْغَرِيْق الْمُتَغَوِّثِ يَنتَظِرُ دَعْوَةً تَلحَقُه مِن أبٍ أوْ أُمٍّ أوْ أخٍ أوْ صَدِيقٍ فإذا لَحِقَتْه كانَتْ أحَبَّ إليه مِن الدُّنيا ومَا فيها وإنَّ اللهَ عزّ وجلّ لَيُدخِلُ على أهْلِ القُبُورِ مِن دُعاءِ أهْلِ الأَرْضِ أمْثَالَ الجِبالِ وإنَّ هَديَّةَ الأَحْيَاءِ إلى الأَمْوَاتِ الاِسْتِغفارُ لهم»[2].


 



[1] ذكره السيوطي في "شرح الصدور"، صـ٢٢٧.

[2] أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، ٦/٢٠٣، (٧٩٠٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

63