وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن يونس بن أبي الفرات قال حفر رجل قبرا فقعد يستظل فيه من الشمس فجاءت ريح باردة فأصابت ظهره فنظر فإذا ثقب صغير فوسعه بإصبعه فإذا قبر فنظر فيه مد البصر وإذا بشيخ مخضوب كأنما رفعت المواشط أيديها عنه.
وأخرج إبن جرير في تهذيب الآثار وإبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت والبيهقي في الدلائل عن العطاف بن خالد قال حدثتني خالتي قالت ركبت يوما إلى قبور الشهداء وكانت لا تزال تأتيهم قالت فنزلت عند قبر حمزة رضي الله عنه فصليت عنده وما في الوادي داع ولا مجيب فلما فرغت من صلاتي قلت السلام عليكم فسمعت رد السلام علي يخرج من تحت الأرض أعرفه كما أعرف أن الله خلقني وكما أعرف الليل والنهار فاقشعرت كل شعرة مني.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل أيضا من طريق العطاف بن خالد المخزومي قال حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي بكر عن..
عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبور الشهداء بأحد فقال اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأن من زارهم أو سلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه قال العطاف وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء قالت وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة فسلمت عليهم فسمعت رد السلام وقالوا والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا قالت فاقشعررت وقلت يا غلام أدنني بغلي فركبت.
وأخرج البيهقي عن الواقدي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور الشهداء بأحد في كل حول وإذا بلغ الشعب رفع صوته فيقول {سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} ثم أبو بكر رضي الله عنه كل حول يفعل مثل ذلك ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهما وكانت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تأتيهم وتدعو وكان سعد بن أبي وقاص يسلم عليهم ثم يقبل على أصحابه فيقول لقد رأيتني وغابت الشمس بقبور الشهداء ومعي أخت لي فقلت لها تعالي نسلم