عنوان الكتاب: شرح الصدور

وقال الشيخ عبد الغفار القوصي في التوحيد كنت عند بيت الشيخ ناصر الدين والشيخ بهاء الدين الأخميمي قد ورد فأخذت فروته على كتفي فأخبرني أن خادم الشيخ أبي يزيد كان يحمل فروته على كتفه وكان رجلا صالحا فجرى الحديث في مساءلة منكر ونكير في القبر فقال ذلك الفقير وكان مغربيا والله إن سألاني لأقولن لهما فقالوا له ومن يعلم ذلك فقال أقعدوا على قبري حتى تسمعوا فلما مات المغربي جلسوا على قبره فسمعوا المساءلة وسمعوه يقول أتسألاني وقد حملت فروة أبي يزيد على عنقي فمضوا وتركوه.

فصل فيه فوائد.

الأولى: قال القرطبي جاء في رواية سؤال ملكين وفي أخرى سؤال ملك واحد ولا تعارض بل ذلك بالنسبة إلى الأشخاص فرب شخص يأتيه إثنان معا فيسألانه معا عن إنصراف الناس ليكون أهول في حقه وأشد بحسب ما إقترف من الآثام وآخر يأتيه قبل إنصراف الناس تخفيفا عليه لحصول أنسه بهم وآخر يأتيه ملك واحد فيكون أخف عليه وأقل في المراجعة لما قدمه من العمل الصالح قال ويحتمل أن يأتي الإثنان ويكون السائل أحدهما وإن إشتركا في الإتيان فتحمل رواية الواحد على هذا.

قلت هذا الثاني هو الصواب فإن ذكر الملكين هو الموجود في غالب الأحاديث.

الثانية: قال أيضا إختلفت الأحاديث في كيفية السؤال والجواب وذلك بحسب الأشخاص أيضا فمنهم من يسأل عن بعض إعتقاداته ومنهم من يسأل عن كلها قال ويحتمل أن يكون الإقتصار على البعض من بعض الرواة وأتى به غيره تاما قلت هذا الثاني هو الصواب لإتفاق أكثر الأحاديث عليه نعم يؤخذ منها وخصوصا من رواية أبي داود عن أنس فما يسأل عن شيء بعدها ولفظ إبن مردويه فما يسأل عن شيء غيرها أنه لا يسأل عن شيء من التكليفات غير الإعتقاد خاصة وصرح في رواية البيهقي من طريق عكرمة عن إبن عباس في قوله


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331