عنوان الكتاب: شرح الصدور

فائدة:

حكى اليافعي في كفاية المعتقد عن الشيخ عمر بن الفارض أنه حضر جنازة رجل من الأولياء قال فلما صلينا عليه وإذا الجو قد إمتلأ بطيور خضر فجاء طير كبير منهم فابتلعه ثم طار قال فتعجبت من ذلك فقال لي رجل كان قد نزل من الهواء وحضر الصلاة لا تعجب فإن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة أولئك شهداء السيوف وأما شهداء المحنة فأجسادهم أرواح.

قلت ويشبه هذا ما أخرجه إبن أبي الدنيا في ذكر الموت عن زيد بن أسلم قال كان في بني إسرائيل رجل قد أعتزل الناس في كهف جبل وكان أهل زمانه إذا قحطوا إستغاثوا به فدعا الله فسقاهم فمات فأخذوا في جهازه فبينما هم كذلك إذا هم بسرير يرفرف في عنان السماء حتى إنتهى إليه فقام رجل فأخذه فوضعه على السرير فارتفع السرير والناس ينظرون إليه في الهواء حتى غاب عنهم وتوجهوا به إلى الجنة.

ويؤيده أيضا ما أخرجه البيهقي وأبو نعيم كلاهما في دلائل النبوة عن عروة أن عامر بن فهيرة قتل يوم بئر معونة فيمن قتل وأسر عمرو بن أمية الضمري فقال له عامر بن الطفيل هل تعرف أصحابك قال نعم فطاف فيهم يعني في القتلى وجعل يسأله عن أنسابهم قال هل تفقد منهم من أحد قال أفقد مولى لأبي بكر يقال له عامر بن فهيرة قال كيف كان فيكم قال كان من أفضلنا قال ألا أخبرك خبره هذا طعنه برمح ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوا في السماء حتى والله ما أراه.

وكان الذي قتله رجل من كلاب يقال له جبار بن سلمى فأتى الضحاك بن سفيان الكلابي فأسلم وقال دعاني إلى الإسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة ومن رفعه إلى السماء علوا فكتب الضحاك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه وما رأى من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الملائكة وارت جثته وأنزل في عليين.

وأخرجه البيهقي من وجه آخر بلفظ فقال عامر بن الطفيل لقد

 

 

شرح الصدور م ١٧


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331