عنوان الكتاب: شرح الصدور

كأن بناءه قصة فدفعت مصراعه فإذا داخله أروقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال مفاتيحها رأي العين ففتحت بعضها فخرج من جوفه رائحة طيبة فإذا فيه رجال مدرجون في أثواب الحرير فحركت بعضهم فإذا هو ميت صفة حي فأطبقت الصندوق وخرجت وأغلقت باب القصر ومضيت فإذا أنا بفارسين لم أر مثلهما جمالا على فرسين أغرين محجلين فسألاني عن قصتي فأخبرتهما فقالا تقدم أمامك فإنك تصير إلى شجرة تحتها روضة هنالك شيخ حسن الهيئة يصلي فأخبره خبرك فإنه سيرشدك إلى الطريق فمضيت فإذا أنا بالشيخ فسلمت عليه فرد علي السلام وسألني عن قصتي فأخبرته بخبري كله ففزع لما أخبرته بخبر القصر ثم قال ما صنعت قلت أطبقت الصناديق وأغلقت الأبواب فسكن وقال لي إجلس فمرت به سحابة فقالت السلام عليك يا ولي الله فقال أين تريدين قالت أريد كذا وكذا فلم تزل تمر به سحابة بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال أين تريدين قالت البصرة قال إنزلي فنزلت فصارت بين يديه فقال إحملي هذا حتى تؤديه إلى منزله سالما فلما صرت على متن السحابة قلت أسألك بالذين أكرمك إلا أخبرتني عن القصر وعن الفارسين وعنك فقال أما القصر فقد أكرم به شهداء البحر ووكل بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصناديق مدرجين في أكفان الحرير والفارسان ملكان يغدوان ويروحان عليهم السلام من الله وأما أنا فالخضر وقد سألت ربي أن يحشرني مع أمة نبيكم. قال الرجل فلما صرت على السحابة أصابني من الفزع هول عظيم حتى صرت إلى ما ترى.

أورد هذه القصة شيخ الإسلام إبن حجر في كتاب الإصابة في معرفة الصحابة في ترجمة الخضر.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331