عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وفعل وحرف لأنها إما أن تدل على معنى في نفسها أو لا الثاني الحرف والأوّل إمّا أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أو لا الثاني الاسم والأوّل الفعل  

وفعل وحرف) أي: منقسمة إلى هذه الأقسام الثلاثة ومنحصرة فيها, ودعوى الانحصار يفهم من السكوت في معرض البيان للأقسام فإنه لما تعرض لبيان الأقسام وبين ثلاثة وسكت عن بيان قسم رابع فهم أن الكلمة منحصرة في الأقسام الثلاثة (لأنها) أي الكلمة (إما) من صفتها (أن تدل) تلك الكلمة (على معنى) كائن (في نفسها) أي: في نفس الكلمة, والمراد بكون المعنى في نفس الكلمة أن تدل الكلمة على المعنى من غير حاجة إلى انضمام كلمة أخرى إليها (أو) من صفتها أن (لا) تدل على معنى في نفسها, القسم (الثاني) أي ما لا يدل على معنى في نفسها هو (الحرف) كـ½من¼ و½إلى¼, فإنهما لا يدلان على معانيهما في نفسهما بدون ضم كلمة أخرى إليها, ثم قوله: ½الثاني¼ مبتدأ وقوله: ½الحرف¼ خبره والجملة مستأنفة؛ لأنه لما قال: ½إما أن تدل على معنى في نفسها أولا¼ اتجه أن يقال: ما الأول وما الثاني فقال: ½الثاني كذا والأول كذا¼, وإنما قدم الحرف في الدليل وأخّره في الدعوى لأن الحرف في اللغة الطرف فذكره مرّة في طرف وأخرى في آخر (و) القسم (الأول) أي: ما يدل على معنى في نفسها (إما) من صفتها (أن يقترن) معناها, فالضمير المستتر راجع إلى المعنى لأن المقترن بأحد الأزمنة حقيقة هو المعنى, وهو وإن لم يكن مذكورا صريحا لكنه مذكور ضمنا في قوله: ½الأول¼ لأنه عبارة عن كلمة دالة على معنى في نفسها, ووصف الكلمة بالاقتران من قبيل الوصف بحال المتعلق (بأحد الأزمنة الثلاثة) من الماضي والحال والاستقبال (أو) من صفتها أن (لا) يقترن معناها بأحد الأزمنة الثلاثة,  القسم (الثاني) أي: ما يدل على معنى في نفسها ولم يقترن بأحد الأزمنة (الاسم) كـ½زيد¼ فإنه يدل على معنى في نفسه وهو ذات زيد وليس مقترنا بأحد الأزمنة, والاسم مأخوذ عند البصريين من السمو وهو العلو, ويؤيده أبنية اشتقاقه على ½سَمَّى يُسمِّي¼ و½سُمَيّ¼ و½أسماء¼ و½أسامي¼ إذ لو كان مثالا لقيل: ½وسّم يوسّم¼ و½وُسَيم¼ و½أوسام¼ و½أواسم¼, ومن الوسم عند الكوفيين وهو العلامة, لكنه يرده أبنية اشتقاقه المذكورة وارتكاب القلب بعيد (و) القسم (الأول) أي: ما يدل على معنى في نفسها ويقترن بأحد الأزمنة الثلاثة (الفعل) كـ½ضرب¼ و½يضرب¼ و½اضرب¼ فإنها تدل على معنى في أنفسها ويقترن الأول بالماضي والثاني بالحال والثالث بالاستقبال, ثم قوله: ½الثاني¼ مبتدأ وقوله: ½الاسم¼ خبره والجملة مستأنفة؛ لأنه لما قال: ½إما أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أو لا¼ كأن سائلا قال: ½ما الأول وما الثاني¼ فقال: ½الثاني


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257